تحولت عدد من الفصول الدراسية في مدرسة نظير اللوقا الإعدادية بتل السلطان في رفح جنوب قطاع غزة، إلى ورشات عمل، ضمن مبادرة تعزيز قيم المواطنة.
وجلست الطالبات على شكل مجموعات في كل فصل، لمناقشة طرق وأساليب المشاركة المجتمعية والأعمال التطوعية، كما تبادلن الأفكار والمقترحات بهدف تعزيز عدة قيم تربوية واجتماعية.
وعرض المعلمون مواد علمية وأنشطة متعددة، تم إعدادها مسبقا عبر لجنة المسائلة المجتمعية في بلدية رفح، في إطار فعاليات مبادرة "سلوكي قمة ونهجي همة – رفح تستحق"، التي أطلقتها البلدية الأسبوع الماضي بالشراكة مع مديرية التربية والتعليم برفح ومنطقة رفح التعليمية بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ومديرية أوقاف رفح ولجان الأحياء.
واستهدفت المبادرة اثني عشرة مدرسة في محافظة رفح، ستة منها تتبع لوكالة الغوث وستة حكومية، وفق مدير مديرية التربية والتعليم برفح أشرف عابدين.
وأوضح عابدين في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن الفئة المستهدفة تحديدا هم طلبة الصف التاسع الأساسي من البنين والبنات، قائلا: "تم مراعاة المناطقية في اختيار المدارس غرب المحافظة ووسطها وشرقها".
ولفت إلى أن المبادرة تهدف إلى غرس القيم المجتمعية وخصوصا العمل التطوعي والمشاركة المجتمعية وتَحَمُّل الطلبة المسئولية تجاه المجتمع، مشيرا أنه تم إعداد مادة علمية تدريبية وفريق يلتقي بالطلبة لتطبيق الفعاليات والأنشطة ضمن المبادرة.
وقال عابدين: "نحن في بداية الطريق، وسيتم إضافة مدارس أخرى للمبادرة تدريجيا في رفح"، معربا عن أمله بتعميم التجربة في محافظات قطاع غزة لما لها من مردود تربوي واجتماعي.
بدوره، أوضح رئيس بلدية رفح د. أحمد الصوفي، على هامش جولة على عدد من المدارس المستهدفة، أن المبادرة تعزز الانتماء للوطن والمجتمع، قائلا: "نسعى ليصبح مجتمعنا مجتمعا متكافلا آمنا يحافظ على مقدراته العامة".
وأضاف في حديثه لصحيفة "فلسطين": "جاءت المبادرة نتيجة جهود حثيثة بذلها الشركاء"، مؤكدا على أهمية الفئة المستهدفة وهم طلبة المرحلة الإعدادية، كونهم الأكثر تأثرا وتأثيرا، ولإمكانية تغيير سلوكهم نحو الأفضل".
من ناحيته، قال نائب رئيس لجنة المسائلة المجتمعية عبد الله أبو لولي: "فكرة المبادرة انبثقت من خلال ما لمسناه من احتياج مجتمعي إلى ضرورة الحفاظ على الممتلكات العامة وتعزيز ثقافة المواطنة لدى الجمهور".
وأضاف لصحيفة "فلسطين": "يجب إحياء ثقافة الحق والواجب لدى المواطن، وتثبيت مسئوليته عن المرافق العامة التي هي ملكه ووجوب المحافظة عليها، كالمتنزهات والشوارع والطرقات والمدارس وغيرها من المؤسسات".
وثمن أبو لولي تعاون جميع الشركاء في إنجاح المبادرة وتنفيذها واقعا في أروقة المدارس، وخصوصا مدراء المدارس الذين ذللوا الصعاب وأتاحوا للقائمين على المبادرة الجلوس مع الطلبة، مشيرا أن تعاون الشركاء يبرهن على حرص كافة المؤسسات الفاعلة في مدينة رفح على العمل من أجل تطوير المدينة وخدمة السكان.
وأعرب عن أمله امتداد المبادرة لتصل مدارس رفح كلها، ومدارس قطاع غزة، لنرى بلدنا فلسطين جميلة، قائلا: "غرس القيم الراقية يأتي بثماره ولو بعد حين".
