فلسطين أون لاين

لا يبحثون عن وسطاء؟!

هل تبحث دولة الاحتلال عن دور وسيط بين أوكرانيا وروسيا، أم أنها لا تبحث عن وساطة بل تبحث عن مصالح اليهود في روسيا وأوكرانيا على حد سواء؟! من المعلوم أن بينيت هو رئيس الدولة الوحيد الذي زار بوتين بينما الحرب تتوسع في أوكرانيا. ما رشح عن الزيارة قليل، ولكن من هذا القليل البحث عن هجرة آمنة لليهود الذين يرغبون مغادرة روسيا أو أوكرانيا. بالطبع ربما حصل بينيت على ما يريد، إذ لا تمانع الدولتان أصلا هجرة اليهود، وقديما كانتا أكبر دولتين مغذيتين للهجرة اليهودية لفلسطين المحتلة.

من المعلوم أيضا أن بينيت قد استأذن واشنطن للقيام بهذه الزيارة، واشنطن تعلم أهداف الزيارة، ولا تعارضها، لأنها تعلم أن تل أبيب لن تخرج عن مراد السياسة الأميركية، وتعلم أن (إسرائيل) ليست مهتمة بخسائر الطرفين العسكرية، وإن ما يهمها هو نفوذ اليهود في هاتين الدولتين، وتداعيات هذه الحرب على الملف الإيراني، والملف السوري، وموقف روسيا من الجولان، ومن النووي الإيراني.

يقول السفير الأوكراني إن القدس مرشحة لاستضافة مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، وهذا التصريح هو تعقيب دبلوماسي على زيارة بينيت لموسكو، ولكن روسيا لا تبحث عن مكان المفاوضات، بل تبحث عن تنازلات حقيقية تقدمها أوكرانيا، وهي لا تثق بقدرة بينيت على توفير هذه التنازلات، بالرغم من اليهودية التي تجمع بين بينيت وزلنسكي.

حين صنفت روسيا الدول الأعداء في ضوء مواقفها من الحرب، لم تضع (إسرائيل) مع الدول الأعداء كأستراليا ودول الاتحاد الأوربي، وهذا الموقف يقدم رسالة تطمين (لإسرائيل) يبدد بعض القلق الذي يستشعره قادة الاحتلال من الموقف الروسي المستقبلي في الملفين السوري والإيراني.

قضية الوساطة يبدو غير مطروحة الآن من أي من دول العالم، ذلك أن روسيا متمسكة بمطالبها المعلنة ولا تقدم تنازلا ولا تقبل بأية حلول وسط غير الاستجابة لمطالبها،  وزلنسكي يشعر أن الصمود بدعم غربي يعطيه ما لا تعطيه المفاوضات، وأن روسيا تخسر مصالحها، كما تخسر أوكرانيا بعضا من قدراتها وإمكاناتها، وإذا توقفت الحرب بفعل الصمود ودون سقوط كييف تكون فرص إعادة إعمار أوكرانيا عالية وسريعة، وتكون أوكرانيا قد تخلصت للأبد من المطالب والتهديدات الروسية المتكررة؟!