الغذاء الجيد ضرورة أساسية لصحتك وصحة جنينك:
إن جسم السيدة الحامل لا يتغير من الخارج فحسب وإنما يطرأ عليه بعض التغيرات الداخلية نظراً لوجود جنين ينمو داخل الأحشاء للحامل ويستمد طاقته من المغذيات عن طريق المشيمة من خلال ما لدى الحامل من مخزون غذائي؛ وبالتالي نظام التمثيل الغذائي يشهد بعض التغيرات وتزيد حاجة الجسم للمغذيات حتى يستطيع الجسم أن يأخذ حاجته الكافية منها؛ وفي الوقت نفسه يوفر المغذيات اللازمة لنمو الجنين؛ أي أنك باختصار أثناء فترة الحمل تأكلين لتغذي نفسك وتغذي جنينك؛ وقد وجد على سبيل المثال أن جسم الحامل يحتاج يومياً إلى قدر زائد من السعرات الحرارية يقدر بحوالي 200 سعر حراري وإن حاجة الجسم تزيد للضعف من الكالسيوم وفيتامين ج إلى ثلاثة أمثالها من الحديد.
أصول التغذية السليمة للحامل:
إن فترة الحمل توفر فرصة كبيرة للاعتياد على تناول غذاء صحي وتعويض الجسم عما ينقصه من مغذيات قد تهمل الحامل تناولها من قبل؛ لذا استثمري هذه الفرصة لتعتادي على التغذية الصحية والالتزام بها حتى فيما بعد فترة الحمل.
لكن ما مكونات أو مواصفات هذا الغذاء الصحي؟ إنه الغذاء الذي يشتمل على مختلف العناصر الغذائية بشكلٍ متوازن؛ فيجب أن يشتمل غذاؤك اليومي على الأنواع التالية من الأطعمة:
1- كميات وفيرة من الفاكهة والخضروات لإمداد الجسم بحاجته من الفيتامينات والمعادن والحصول على قدر كافٍ من الألياف.
2- كميات معتدلة من النشويات والحبوب مثل الأرز والمعكرونة والخبز والبطاطس للحصول على قدر كافٍ من الطاقة (السعرات الحرارية).
3- كميات معتدلة من البروتينات الحيوانية والنباتية مثل اللحوم والأسماك والدجاج والبيض والألبان ومنتجاتها والحبوب المختلفة.
4- كميات محدودة من الدهون والزيوت والسكريات.
هل أنت بحاجة إلى مجموعة فيتامينات ومعادن؟
لا تحتاج الحامل السليمة إلى مجموعة الفيتامينات الصناعية بصورة أدوية ومعادن إضافية طالما أنها تأخذ حاجتها الكافية من هذه المغذيات من خلال الطعام؛ لكن في الوقت نفسه لا مانع من الاستعانة بذلك على سبيل التأمين من عدم حدوث نقص بأحد هذه المغذيات أثناء الحمل؛ مما قد يؤثر على سلامة الأم ونمو جنينها؛ ويوصف النوع المناسب من هذه الفيتامينات والمعادن بمعرفة الطبيب المباشرة لحالة الحمل.
ويعد معدن الحديد ذا أهمية خاصة بالنسبة للحوامل؛ فمن الشائع تزويد الحامل بجرعات إضافية من الحديد أي إلى جانب ما يحصل عليه من خلال الغذاء وذلك لأنه وجد أن كمية الهيموجلوبين عند الحامل قد تهبط عن مقدار 12-13 جرام لكل 100 سم مكعب من الدم وهو المستوى الطبيعي للهيموجلوبين بالدم.
ويمكن الوقاية من حدوث هذا النقص بزيادة الإقبال على تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحم الأحمر والحبوب والموالح والخضراوات الطازجة والخبز الكامل (المصنوع من دقيق أسمر غير منزوع النخالة) كما يعتبر الكالسيوم من أهم المغذيات التي يجب العمل على الوقاية من نقصها؛ نظراً لأنه عنصر ضروري لسلامة نمو أسنان الجنين وعظامه.
ويعد الحليب ومنتجاته من أغنى المصادر الغذائية بالكالسيوم لذلك ننصح الحامل بتناول كوبين على الأقل من اللبن فهو أفضل من الاعتماد عليه كمستحضر إضافي في صورة أقراص الكالسيوم؛ كما تحتاج الحامل إلى فيتامين د كأحد المغذيات الرئيسة؛ وتزيد الحاجة إليه في فصل الشتاء خاصة حيث يقل تعرضها للشمس فمن المعروف أن أشعة الشمس تساعد على تكوين هذا الفيتامين المهم في الجسم وتحتاج الحامل إليه لأنه ضروري لترسيب الكالسيوم في العظام ويتسبب نقصه في إصابة الطفل بعد ولادته بمرض الكساح؛ وللوقاية من نقصه يجب زيادة الاقبال على الأغذية الغنية مثل الزبدة وزيت السمك والزيت النباتية والسلمون والبيض.
الشاي والقهوة والحمل:
يحتوي كل من الشاي والقهوة والكولا على مادة الكافيين وهي مادة كيميائية نشطة إذا أخذت بكميات كبيرة فإنها كالأدوية الكيميائية وبالتالي تتسبب في حدوث أضرار للأم وجنينها؛ ومن المعروف أن الكافيين يقلل امتصاص الحديد عند تناوله وفي حالة الاعتياد على تناول هذه المشروبات؛ فإنه يمكن التحول إلى تناول أنواع منها منزوعة الكافيين؛ كما يؤكد بعض الباحثين في الوقت الحالي على ضرورة أن تتجنب الحامل كذلك استعمال وصفات الأعشاب العلاجية دون استشارة طبية لأن بعض الأعشاب قد يتسبب في حدوث أضرار جانبية تؤثر على صحة ونمو الجنين.