فلسطين أون لاين

هل أوكرانيا ضحية ثالوث ماكر؟!

هل خدعت أميركا والناتو أوكرانيا، أم أنه لا خديعة ولكن ثمة فشل؟! أيا كانت الإجابة فأوكرانيا تدفع ثمنا باهظا، كان يمكن لها أن تتجنبه لو كانت على يقين من موقف أميركا والغرب، وكذا (إسرائيل).

كانت التقديرات الأوكرانية بحسب وعودات أميركا والغرب أن روسيا لن تدير حربا شاملة على الأرض الأوكرانية، ليس لعدم استطاعتها ذلك، ولكن خشية تدخل أميركا والغرب.  التقديرات الأوكرانية ثبت أنها خاطئة، فروسيا تدير حربا شاملة في كل المناطق الأوكرانية برا وبحرا وجوا، والدول الغربية وأميركا عاجزة عن التدخل، وتقاوم روسيا من خلال العقوبات الاقتصادية والمالية! وهي عقوبات تظهر آثارها بعد سنين طويلة، تكون في أثنائها قد فقدت أوكرانيا حريتها وبريقها.

العقوبات يمكن أن تؤثر بشكل سريع على دولة كالعراق، وإيران، ولكن تأثيرها السريع على دولة بحجم روسيا أمر مستبعد، ولا سيما أن لروسيا حلفاء في مواجهة عقوبات أميركا والغرب.

نعم، طلبت أوكرانيا من أميركا والناتو فرض حظر طيران في الأجواء الأوكرانية، وطلبت من (إسرائيل) أسلحة دفاعية فردية، أميركا لم تستجِب، والناتو لم يلبِّ النداء، (وإسرائيل) رفضت الطلب خوفًا من انتقام روسي؟! وعليه يمكن القول بأن الحسابات الأوكرانية كانت خاطئة، وأن هذا الخطأ تولد عن عملية خداع كبيرة، وكان بإمكان أوكرانيا أن تتجنب حربا غير متوازنة بالمفاوضات مع روسيا حول مفهوم الحياد، وعدم الالتحاق بالناتو.

الخداع الغربي فكرة ممكنة، وقابلة للتصديق، وتحتاج لمقاربة تقديرية بالأدلة، وهو أمر متوفر لحكومة أوكرانيا، التي تبدي عدم رضاها عن أميركا والغرب، ومن الأدلة ما صرحت به صحف غربية تحت تساؤل لماذا لم يبادر الناتو بضم أوكرانيا إليه قبل الغزو الروسي بأيام، ومسألة الضم لا تحتاج إلى وقت، بل ورقة وإمضاء، إن كان صادقا في الدفاع عن أوكرانيا؟!

الخداع والفشل وجهان لسياسة قذرة، يمارسها الأقوياء لابتزاز الضعفاء، وهذا ما تواجهه أوكرانيا، إذ لا مانع لدى الغرب وأميركا من استمرار القتال حتى آخر أوكراني لإضعاف روسيا! المهم ألا يصيب القتل والموت الأميركي، أو الغربي، أو الإسرائيلي؟! وهذه سياسة المنافقين المعاصرين، وقادة التمييز العنصري الخالي من الإنسانية!

في ضوء ما تقدم أستطيع القول بأن الأوكرانيين هم ضحايا خديعة، وفشل، وعنصرية معا، كما كان العراقيون في زمن صدام ضحايا سياسة مماثلة لهذا الثالوث الماكر (أميركا والغرب وإسرائيل)!