فلسطين أون لاين

نفتالي بينيت والحرب

قال رئيس وزراء حكومة العدو نفتالي بينت تعقيبًا على مجريات الحرب الروسية الأوكرانية: "كل يوم يمر نخسر فيه المزيد من الأرواح، ومزيدًا من التدمير الكامل لأوكرانيا، وملايين اللاجئين، ولكن لم يفُت الأوان بعد، إنها مسؤولية اللاعبين الرئيسين في العالم. يجب التصرف بسرعة لإبعاد الجانبين عن ساحة المعركة". 

حتى هذه اللحظة لم نشاهد فظاعة في الحرب الدائرة أكثر مما شاهده العالم أجمع في الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة، يوم من القصف الإسرائيلي لقطاع غزة قد يفوق ثلاثين يومًا من القصف الروسي لأوكرانيا أو يزيد، ولذلك لا يحق لأي مسؤول "إسرائيلي" الحديث عن الدمار وفقدان الأرواح وخاصة أن دولة الاحتلال ما زالت تحاصر قطاع غزة وتقتل الفلسطينيين بدم بارد في القدس والضفة، فضلًا عن احتلالها غير الشرعي لفلسطين وما اقترفته من جرائم وخلفته من نكبات ومآسٍ لشعبنا، وأنا هنا أتحدث عن احتلالها لكل الأراضي الفلسطينية وليس فقط للمناطق التي احتلت عام 1967، وأنا هنا أرد على الزعيم الخليجي الذي قال قبل أيام إن علاقته بالمحتل الإسرائيلي علاقة تحالف ويمكن تفعيلها بمجرد إيجاد حل للقضية الفلسطينية، بأن حل القضية يعني طرد حليفك وعدونا من أرض فلسطين، فنحن متمسكون بالمناطق المحتلة عام 1948 كما نتمسك بالمناطق التي احتلت عام 1967، وقد تسقط الأنظمة العربية المتآمرة على قضيتنا وتندثر جامعة الدول العربية برمتها ولكن قضيتنا ستظل قائمة حتى تحرير القدس وآخر شبر من فلسطين.

وبالعودة إلى نفتالي بينيت وتصريحاته، فإنني أرى أنه غير خائف على أرواح اليهود كما يدعي لأن الكيان الإسرائيلي كله قائم على لعب دور الضحية وقتل المزيد من اليهود سيزيد التعاطف معهم، ولكن يبدو أن أوكرانيا فيها ما يخشى ضياعه في هذه الحرب قد يكشف مستقبلًا، أو أن "إسرائيل" تخشى أن استمرار الحرب سيهدد كيانها غير الشرعي بشكل أو بآخر، وليس أرواح اليهود في أوكرانيا كما يدعي بينيت.

أطراف فلسطينية تخشى أن تستغل "إسرائيل" الحرب الروسية فتهاجم غزة أو ترتكب جرائم ضد الشعب الفلسطيني، وأنا أعتقد أن هذا أمر مستبعد، لأن "إسرائيل" تحاول تهدئة الأوضاع التي توشك على الانفجار بسبب ما يحدث في القدس والشيخ جراح تحديدًا لأنها غير مستعدة لخوض معركة مع المقاومة الفلسطينية، أي أن حدوث حرب قائم وغير مستبعد إن استمر المستوطنون في استفزازاتهم في القدس والضفة وإن استمرت "إسرائيل" في تعنتها وتضييقها على شعبنا في فلسطين سواء في غزة أو الضفة أو المناطق المحتلة عام 1948.