قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن قَبْلَكُمْ شِبْرًا بشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بذِرَاعٍ، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ". قبل الربط بين الحديث وما يحصل في هذا الزمن لا بد من التذكير بأن هذا الحديث من الأدلة القاطعة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كما وصفه الله عز وجل: {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}، فكيف يفكر شخص بمسألة لا تتعلق بحروب ولا انتصارات ولا بما توحي إليه البيئة ولا العادات ولا التقاليد، ليقول إن من أمته من ستتغير أطباعهم وتعاملاتهم وقوانينهم وغير ذلك وسيقلدون اليهود والنصارى؟
قيل إن عددا من الأفارقة المقيمين في أوكرانيا تم توقيفهم من قبل الجنود الأوكرانيين والشرطة ومنعهم من الصعود في الحافلات والقطارات التي تقل الأوكرانيين الفارين إلى بولندا، أمروهم بالنزول من الحافلات قائلين لهم: "لا سود" يسمح لهم بالركوب؛ فقط البيض الأوكرانيين.
امرأة نيجيرية برفقة طفلها تم إجبارها على النزول من الحافلة بالقوة للتخلي عن مقعدها لشخص أبيض، أما هي فعليها البقاء وانتظار الموت أو ما قدر لها ولطفلها ولباقي السود في أوكرانيا.
هذه المشاهد ومشاهد اخرى للتمييز العنصري عرضت بشكل واسع على الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى دليل قاطع على أن كل القوانين الغربية التي وضعت لحماية الانسانية ومنع التفرقة العنصرية على اساس الدين والعرق والجنس ومنها قوانين حماية المرأة كلها هراء وكذب وسقطت على الحدود الأوكرانية.
قبل ايام كتبت مقالا طالبت فيه قادة منظمة التحرير التخلي عن مطالبة فصائل المقاومة وخاصة حركة حماس بالالتزام بما يسمى الشرعية الدولية وشروط الرباعية التي فيها اقرار بشرعية الاحتلال لفلسطين، والآن اطالب القيادة الفلسطينية والسياسيين وأشباه الرجال وشبيهات النساء وما هن نساء ولا سيدات بالكف عن الحديث عن المرأة وحقوقها المختلقة والمستوردة والتوقف عن المطالبة بتطبيق اتفاقية سيداو الانحلالية، فالمرأة في مجتمعنا مقدرة ومحترمة والدين الإسلامي حفظ لها حقوقها وكرامتها وإنسانيتها، وعلى القيادة أن تطبق تلك القوانين، وأن تعاقب بشدة كل من يتطاول عليها ولا يحترمها أو يأكل حقها في الميراث أو العمل أو يعطل وصولها إلى المراكز والمناصب التي تستحقها، والاهم من كل ذلك ان نتعامل مع المرأة بشكل طبيعي ولا نجعلها "قضية" توازي القضية الفلسطينية.