نحن الفلسطينيين من أكبر المتضررين مما يسمى بالشرعية الدولية والمؤسسات التي تمثلها مثل الامم المتحدة ومجلس الامن وغيرهما من المؤسسات، ويكفي ان ثلاثة ارباع فلسطين ضاع "مؤقتا" بتآمر ثم تخاذل دولي على مدى عقود من الزمان، وما زالت منظمة التحرير الفلسطينية تتمسك بالشرعية الدولية بل وتعض عليها بالنواجذ.
أوكرانيا التي اعتقدت انها مسنودة بالشرعية الدولية وكذلك بحلف الناتو تتعرض لحرب شاملة من جانب روسيا، وبمجرد ان بدأت الحرب تخلى عنها الجميع "حتى هذه اللحظة على الاقل"، بريطانيا اعلنت استعدادها لاستقبال القيادة الاوكرانية ومنحها اللجوء السياسي، أما الولايات المتحدة الامريكية فهي ايضا مستعدة لتقديم كل ما يلزم من مساعدات انسانية، وهناك عقوبات بانتظار روسيا سواء من امريكا أو اوروبا ولكن لم يتدخل اي جندي في الحرب الروسية الاوكرانية سوى اصحابها.
عندما تهاجم دولة الاحتلال (إسرائيل) قطاع غزة أو القدس أو ترتكب الجرائم في الضفة لا نرى اي تحرك يذكر للمجتمع الدولي الا بعد علو صراخ (إسرائيل) عند اشتباكها مع المقاومة في غزة، حينها تحصل التدخلات الاجنبية والعربية لوقف اطلاق النار، ولكن حين تكون الضحية اوروبية ولا تكون فلسطينية أو عربية أو مسلمة يكون هناك تدخل فوري وعاجل على الاقل استنكارا وتهديدا وتلويحا بفرض عقوبات، ولكن عندما تكون الضحية فلسطينية يعم السكوت ويبتلعون السنتهم وكأن "الشرعية الدولية" غير موجودة.
نحن الفلسطينيين كما يقال بالعامية "حالنا واقف"، لا مصالحة ولا انتخابات شاملة ومنظمة التحرير اصبحت مجرد دائرة من دوائر الدولة، ووضعنا السياسي من سيئ إلى أسوأ، وكل هذا لان دائرة منظمة التحرير أو رئاسة السلطة مصرة على اعتراف الكل الفلسطيني وخاصة حماس بالشرعية الدولية وبقرارات اللجنة الرباعية، وانا قلتها سابقا قبل ان نطالب بالاعتراف بالشرعية الدولية علينا تنفيذ كل القرارات التي اتخذتها الامم المتحدة ومجلس الامن لصالح الشعب الفلسطيني، قرارات لا احفظ عددها ولا اريد ان افعل، ولكن قيادة السلطة تعرف جيدا القرارات المجمدة أو الملقاة في سلة مهملات الامم المتحدة عددا ونصا، وتعترف بأن الامم المتحدة ترفض تطبيق أيًّا منها ومع ذلك نجد القيادة متمسكة بأعداء قضيتنا وشعبنا لماذا وما المغزى من ذلك؟ ثم إن الرباعية الدولية لم تعد رباعية بعد الحرب الروسية الاوكرانية والخلافات بين جميع الاطراف، ولا يعقل ان ننصاع لقرارات أطراف تحارب بعضها بعضا وتتفق فقط علينا فضلا عن انها قرارات مرفوضة فلسطينيا، فهذه سخافات غير مقبولة ولا يجوز ان تظل عائقا أمام وحدة الشعب الفلسطيني.