رئيسة مجلس النواب الأميركي: نانسي بيلوسي ترأس وفدا أميركيا من الكونغرس الأميركي هم (١٣) رئيس لجنة برلمانية في مجلس النواب في زيارة مهمة لدولة الاحتلال. بيلوسي ألقت خطابا في الكنيست الإسرائيلي ركزت فيه على متانة التحالف بين أميركا (وإسرائيل)، ولبت فيه خطابها جميع مطالب قادة الاحتلال، وعلى سبيل المثال والإيضاح، قالت بيلوسي:" إن إقامة دولة إسرائيل كان أفضل إنجاز سياسي؟! وواشنطن ملتزمة بمواجهة التهديدات الي تشكلها إيران؟! وإن البرنامج النووي الإيراني يهدد أمن العالم؟! وأكدت على التزام الكونغرس بأمن إسرائيل، وبتمويل القبة الحديدية؟! وعلى مستوى التماهي الفكري والثقافي قالت بيلوسي: إن زيارتنا لإسرائيل جاءت في سياق الاعتراف بقيمنا الديمقراطية المشتركة وأمننا المتبادل؟!".
وحين تعرضت للقضية الفلسطينية تعرضت لها بشكل سطحي، وإعلامي، وكمتحدث ينصح الإسرائيلين، حيث قالت: " إن حلّ الدولتين هو الأفضل من أجل ضمان استمرار بقاء طابع دولة إسرائيل يهودية وديمقراطية؟!".
ما قالته بيلوسي لا يخرج عن الاستراتيجة الأميركية، سواء التي يتبناها جون بايدن، أو تلك التي طبقها رولاند ترامب. أي إن الديمقراطيين، والجمهوريين، سواء في تبني دولة (إسرائيل) كحليف استراتيجي أمني وعسكري وثقافي قيمي. هذه الاستراتيجية تطبقها الإدارات الأميركية بشكل عميق، من خلال المساعدات العسكرية، والأمنية، والمالية، والاقتصادية، وحماية (إسرائيل) من مجلس الأمن، ومن المنظمات الدولية الأخرى، والمثير للغضب ما قالته بيلوسي : "إن اقامة دولة إسرائيل كان أفضل إنجاز سياسي"؟!
هذا الإنجاز السياسي المفضل عند بيلوسي هو الذي تسبب بالنكبة الفلسطينية، وهو الذي أوجد المأساة الفلسطينية الممتدة منذ عام ١٩٤٨م وحتى تاريخه. الإنجاز السياسي المحترم الذي يجدر بالعاقل أن يفتخر به هو الذي لا يعتدي فيه على الآخرين، ولا يكون على حساب شعب، تعرض للطرد والتشريد من وطنه بقوة السلاح والتآمر الاستعماري؟!. من يفتخر بقيام دولة إسرائيل يفتخر بالاحتلال، ويفتخر بالنكبة الفلسطينية؟! ومن يفتخر بهذا لا خلاق له في دين ولا في سياسة، وهو يمثل حلقة جديدة من حلقات الاستعمار القديم؟!
كنا نظن أن بيلوسيي كديمقراطية وتقبل بحل الدولتين أكثر حصافة وذكاء في بيان حق الفلسطينيين في دولة مستقلة بحسب قرارات الأمم المحدة، وحقهم في تقرير المصير، لا أن تستجدي ما تطلب كنصيحة باردة لقادة الاحتلال للمحافظة على يهودية الدولة؟!
إن ملة الاستعمار واحدة. الاستعمار القديم والجديد عديم الأخلاق، ويتصرف بلا قيم، تقوده القوة، وكراهة كل ما هو عربي ومسلم، وهو عنصري يدعم يهودية الدولة العنصرية؟! أميركا لم تكن منصفة لفلسطين، ولن تكون، حتى يمتلك الفلسطيني القدرة على انتزاع حقوقه انتزاعا يعتمد فيه على نفسه، وعلى وحدته، ومن ثمة فالقادة ملزمون بمراجعة استراتيجية عملهم، قبل فوات الآوان.