ماذا وراء التقارير الفليبينية، والعبرية، التي تزعم أن حماس تحاول استهداف شخصيات إسرائيلية؟! لا يمكن نشر تقرير استخباري بهذا الاتجاه لمجرد الإعلام، بل يمكن أن يكون ثمة هدف ما تريد أن تصل إليه دولة الاحتلال بالتعاون مع حكومة الفلبين، ولا سيما إذا علمنا أن ثمة تعاونًا استخباريًّا وأمنيًّا بينهما، كما أن لدولة الاحتلال تعاونًا استخباريًّا مع مجموعة من الدول وبينها دول عربية أيضًا!
من المعلوم تاريخيا ووثائقيا أن حركة حماس لا تتبنى سياسة مطاردة عناصر الاحتلال في دول العالم خارج فلسطين المحتلة. استراتيجية حماس تقوم على مقاومة المحتل على الأرض الفلسطينية المحتلة، لذا لم يسجل تاريخ عمل حماس أي نشاط عسكري لها ضد عناصر الاحتلال وأذرعه في الخارج. وهذا السياسة مبنية على تقدير جيد ودقيق للمصالح الفلسطينية، إذ يعد العمل في الخارج عملا ضارا بمصالح حماس والفلسطينيين، والفلسطينيون بحاجة لموقف إيجابي وجيد مع دول العالم، وقتل أي شخصية صهيونية في الخارج يضر بالمصالح الفلسطينية.
من المعلوم أن الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) قد اغتالت عددا من قيادات وعناصر حماس خارج فلسطين، فقد اغتالت محمود المبحوح في دبي، والشيخ خليل في سوريا، والبطش العالم الفذ في ماليزيا، ومع ذلك وما فيه من ألم لم ترد حماس على هذه الاغتيالات في الخارج، مع قدرتها على ذلك، لأن مصالح عامة الفلسطينيين تقتضي حصر المقاومة داخل الأراضي المحتلة.
هذه الإستراتيجية معلومة لدولة الفلبين، ومعلومة لدولة الاحتلال، لذا قلنا إن للتصريحات الإسرائيلية الفليبينية أغراضًا وأهدافًا خلف البعد الإعلامي يجدر بالأطراف الفلسطينية ذات الصلة البحث عنها، وبحسب العادة، ومقتضيات العقل، أقول إن استخبارات دولة الاحتلال (الموساد) تعمل لضرب هدف فلسطيني في الخارج تحت مزاعم إحباط هجوم متوقع لحماس! جيد أن بادرت حماس بنفي المزاعم الفلبينية العبرية، ولكن ينبغي مع النفي الحذر وتنبيه العاملين في الخارج!