حكومة الاحتلال من أكثر حكومات العالم استغلالا للظروف الدولية للوصول إلى أهدافها الاستعمارية والاستيطانية. دول العالم، وخاصة الدول الكبرى مشغولة بالأزمة الأوكرانية الروسية، حيث احتمالات الغزو الروسي لأوكرانيا تتزايد يوما بعد يوم، ودول الغرب وأمريكا (وإسرائيل) يسابقون الزمن لإجلاء رعاياهم من أوكرانيا.

 أمريكا مشغولة بالأزمة الأوكرانية، وتحذر من الغزو، الذي قد يفضي لحرب أوسع، وتحاول دولة الاحتلال ترحيل رعاياها من هناك قبل إغلاق المجال الجوي، وفي نفس الوقت تحاول توظيف هذا الظرف لصالحها في القدس.

في هذه البيئة المتوترة، والظروف المضطربة، والقلق المصاحب للخوف، على المستوى الدولي، تحمي حكومة الاحتلال زعران المستوطنين، وبينهم ايتمار بن غفير عضو الكنيست، في أثناء عدوانهم على سكان الشيخ جراح، ومحاولة إخراج أسرة آل سالم من منزلها الذي سكنته قبل سبعين عاما بشكل متواصل، ولا تعرف لها منزلا غيره. الصور التي بثها نشطاء الشيخ جراح والإعلاميون تكشف مظاهر فاضحة للعربدة والزعرنة تحت حماية الجيش.

خلاصة القول الشيخ جراح بالقدس متوتر، وشبان الشيخ جراح مستنفرون للدفاع عن بيت آل سالم وعن حقوقهم في المكان والمنازل، والمقاومة في غزة، التي خاضت معركة سيف القدس انتصارًا للشيخ جراح تعيش القلق نفسه وتستنفر رجالها للدفاع عن الشيخ جراح الذي جعلته خطا أحمر في أثناء معركة سيف القدس.

نعم، قادة حماس على تواصل مع الطرف المصري من أجل كبح تطرف المستوطنين، قبل أن تصل الأمور لطريق مسدود. والاتحاد الأوروبي أعرب عن قلقه لما يجري الآن في الشيخ جراح، ولكن حكومة الاحتلال لا تنصاع لمطالب مصر، ولا لقلق الاتحاد الأوروبي، وهي تتعمد استكمال إجراءات الطرد والتملك في ظل الأزمة الأوكرانية التي تشغل أمريكا وأوروبا ودولًا أخرى.

 هدف حكومة الاحتلال الإستراتيجي هو تهجير أكبر قدر ممكن من سكان الشيخ جراح بالقدس، وما يجري الآن في ظل هذه الظروف الدولية هو حلقة من حلقات تنفيذ هذه الاستراتيجية. لذا أقول:

إنه ورغم التوتر الدولي بسبب الأزمة الأوكرانية الروسية، فإنه يجب على السلطة وفصائل المقاومة، والقوى الفلسطينية الحية أن تقود معركة موحدة ومنسقة في كل المجالات دعما للشيخ جراح، ورفضا لطرد السكان من الفلسطينيين من بيوتهم، ويجدر تنسيق العمل والاحتجاجات مع سكان القدس والشيخ جراح، والمبادرة لدعوة مجلس الأمن للانعقاد، ولوقف إجراءات دولة الاحتلال والمستوطنين. إنه بدون تحرك قوي وساخن للكل الفلسطيني فإنا نرجح سيطرة المستوطنين بدعم من الحكومة على البيوت المستهدفة في الشيخ جراح في ظل هذه الأزمة الدولية.