قال الناطق باسم مكتب إعلام الأسرى معاذ أبو شرخ: إن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي بدؤوا عدة خطوات تصعيدية واحتجاجية، وأبرزها حل جميع الهيئات التنظيمية التابعة للفصائل الفلسطينية داخل السجون، في الوقت الذي دعت فيه الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة الجهاد الإسلامي للاستعداد لمعركة التمرد على السجان إيذانا ببدء الانتفاضة الكبرى.
وأضاف أبو شرخ في تصريح لصحيفة "فلسطين"، أن السجون تشهد حالة من التوتر الشديد، بعد امتناع الأسرى عن دخول الغرف عقب أدائهم صلاة الجمعة في "الفورة"، مما دفع إدارة سجون الاحتلال، بتعزيزات ضخمة من وحدات القمع الإسرائيلية.
ولفت إلى أن "الأسرى في سجن النقب لم يتذوقوا طعم النوم منذ خمسة أيام، وقيام إدارة مصلحة السجون في سجن "ايشيل" بإخراج الأسرى للفورة مكبلين"، مشيرًا إلى وجود حالة من الغضب والغليان بين صفوف الأسرى، مبيناً عن وجود لجنة طوارئ عليا منبثقة عن جميع فصائل الحركة الأسيرة، ستحدد خطوات الأسرى القادمة.
وكشف عن جلسة "حوار بين الأسرى وإدارة مصلحة السجون في الساعات الماضية، لكن حتى اللحظة لم يتم التوصل لاتفاق، نتيجة تنصل إدارة السجون لمطالبهم، بحجة من يحدد الموافقة على المطالب هو الأمن والاستخبارات"، مبيناً أنه لا يوجد مؤشرات حل بالأفق في الوقت الحالي.
وفي ملف الاعتقال الإداري، أكد أن الأسرى الإداريين ما زالوا يقاطعون محاكم الاحتلال، تحت شعار "قرارنا حرية"، منذ بداية عام 2022، رفضاً لاعتقالهم الإداري، لافتاً لوجود تصعيد في قادم الأيام.
وأفاد أبو شرخ عن انطلاق حملة في غزة والضفة الغربية وبعض دول الإقليم تتضمن عدة فعاليات، لمساندة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، تحت عنوان: "الحياة حق"، للمطالبة بإنقاذهم والإفراج عنهم، مشيراً إلى وجود 500 أسير مريض بأمراض مزمنة، ونحو 18 أسيرًا يعانون من السرطان، بالإضافة إلى أن العديد من الأسرى يحتاجون لإجراء عمليات جراحية عاجلة في العين والركبة، موضحاً عن تماطل إدارة مصلحة السجون في تقديم العلاج اللازم لهم.
وأوضح أن الحملة تسعى إلى كشف جرائم الاحتلال وتسليط الضوء على معاناة الأسرى، وخاصة المرضى والتركيز على حقهم في العلاج، وفق ما نصت عليه القوانين الدولية، مشدداً على أهمية الحملة، التي تتزامن مع خطوات الأسرى التصعيدية، داعياً المؤسسات الدولية والدول العربية، للوقوف عند مسؤولياتها وإطلاق سراح الأسرى المرضى.
من جانبها دعت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال "الإسرائيلي للاستعداد لمعركة التمرد على السجان، إيذاناً ببدء الانتفاضة الكبرى بمشاركة كافة القوى والفصائل في السجون الصهيونية، بخطاب واحد وبتحرك واحد وبقيادة واحدة تحت مسمى لجنة الطوارئ الوطنية العليا.
وأشارت في بيان لها أمس إلى أن الانتفاضة الثالثة قد بدأت وشرارتها السجون، موضحة أن السجان لا يزال مصابًا بالفزع من كابوس تحرر الأسرى الستة ذاتيًا عبر نفق الحريةً في سجن جلبوع.
وبينت الهيئة، أن الأسرى ألقوا وراء ظهورهم سنوات الانقسام البغيض، وفجوات الثقة، وعبء المسميات، وأكاذيب الثمن، وتسلحوا جميعًا بعافية الرفض وحصانة المناعة التي تحرس الجسد أمام المرض.
وقالت الهيئة: "اتحدنا كلنا برفض هذا الإجراء وبدأنا انتفاضتنا الكبرى ضد السجان، أبناء فتح إلى جانب حماس إلى جانب الجهاد الإسلامي إلى جانب اليسار، بخطاب واحد وبتحرك واحد وبقيادة واحدة تحت مسمى لجنة الطوارئ الوطنية العليا."
وتابعت: "كلنا واحدًا بالرفض، واحدًا بالتمرد، واحدًا بإرادة المقاومة، وهذه المواجهة التي ابتدأت دون رطانة الشعارات وضجيج الرسائل أو الالتفات إلى دعاة التحزب وأنصار الانقسام، ستتواصل ونحن من موقعنا هذا نخبركم ونخبر العالم من خلالكم أنه إن لم يتراجع السجان عن عدوانه الجديد (ولا يبدو عليه التراجع للآن)، فانتظروا شهر رمضان المواجهة الكبرى."