قلنا في مقال سابق إن جلّ قرارات المجلس المركزي ليست للتطبيق! ويبدو أن العدو نفسه مطمئن لذلك. إشارة الاطمئنان هذه جاءت أمس من صحيفة يديعوت أحرونوت التي كتبت: قرارات المجلس المركزي تعليق الاعتراف (بإسرائيل) حتى تعترف بدولة فلسطين، ووقف التنسيق الأمني هي شيك بغير رصيد! والوحيد الذي يستطيع ذلك هو محمود عباس فقط! ومحمود عباس لن يفعل ذلك!
إن ما تقوله الصحف العبرية من تعرية لقرارات المجلس المركزي لا تحظى باهتمامات حسين الشيخ، بل هو يهتم بالمعارضة الفلسطينية وما تقوله منتقدة انعقاد المركزي، ومنتقدة قراراته الورقية، ويتهم المعارضة بالظلامية ومهاجمة فتح والسلطة، على حين ما تقوله الصحف العبرية فأشد تعرية لفتح والمركزي مما تقوله المعارضة الفلسطينية!
ومن قبيل هذه القرارات الورقية التي بلا رصيد كلمة محمود عباس في تعزية نابلس بالشهداء الثلاثة، إذ قال: "يجب أن نرد لهم الصاع صاعين!". فهل عباس جاد في ذلك وسيمنح المقاومة فرصة الرد؟ أم أن تهديده هذا شيك بلا رصيد، وذر للرماد في العيون؟ إن كان تهديده حقًّا وصدقًا فالشعب يرحب به ترحيبًا واسع النطاق، وإن كان غير ذلك فالشعب يعلم الصادق من المناور! لذا يقول الشعب "الماء بكذب الغطاس"، غدًا نرى، والمتغطي بالتصريحات عريان. إذا تركت السلطة للمقاومة الحق في الرد يكون عباس صادقًا، وإلا فلا. والمواطن بمكنته أن يرجح بين خيارات عباس وتصريحاته؟!
ما أود قوله عامةً وبشكل إستراتيجي من مقالاتي في هذا الموضوع هو أن السياسة الفلسطينية تحتاج لمراجعة جادة، وأن السياسة الفلسطينية في العلاقة مع الاحتلال ينقصها المصداقية، فمؤسسات منظمة التحرير في قراراتها ضد المحتل في واد، ومحمود عباس في قراراته في واد آخر، والغلبة في الواقع لقرارات محمود عباس!
وهنا من حق الشعب أن يسأل لماذا تكون الغلبة عادة ودائما لقرارات محمود عباس، سواء في وجه المعارضة، أو في وجه المركز والوطني؟! الجواب عن هذا يقتضي تشريح السياسة الفلسطينية ومراجعتها للتخلص من هذا المرض الذي استعصى على الكل الفلسطيني، ولا سيما على قادة تاريخيين كانوا شركاء لعرفات ولمحمود عباس في أعلى هرم القيادة؟! لماذا لم تحضر الشعبية المركزي؟! ولماذا لم تحضره المبادرة الوطنية؟! ولماذا انسحب حزب الشعب من الجلسة الأولى؟! الجواب معلوم: لا رضا عن السياسة المتبعة؟!