فلسطين أون لاين

​غزِّيون لا تنقطع عنهم الكهرباء ولكن..

...
غزة - أدهم الشريف

يؤمن مليونا مواطن غزِّي باستحالة حل أزمة انقطاع التيار الكهربائي الممتدة منذ ما يزيد على عقد من الزمان، لكن العديد منهم استطاع التغلب عليها وبات يتمتع بكهرباء ساعات طويلة.

واعتمد هؤلاء على مولدات ضخمة يتيح أصحابها للمواطنين إمكانية الاشتراك مقابل أربعة شواكل لكل "كيلو واط" من الكهرباء، وهو ما يعادل ثمانية أضعاف تكلفة الكيلو واط الواحد الصادر من محطة التوليد الوحيدة في قطاع غزة.

هذا الخيار "اضطراري"، كما يرى محمد السويسي، من سكان حي الشيخ رضوان، شمالي مدينة غزة.

"تزداد حاجتنا للكهرباء يوميًّا، وهي لا توصل إلا بضع ساعات لا تكفي لعمل شيء" قال السويسي لـ"فلسطين".

وأضاف: "انقطاع الكهرباء، وارتفاع درجات الحرارة، وحاجة أبنائي لها لإكمال دراستهم أجبرتني على الاشتراك في مولد الكهرباء".

وتعتمد فكرة هذه المولدات المملوكة لأشخاص يملكون رؤوس أموال على وضعها في الأحياء المكتظة بالسكان، وإتاحة المجال للمواطنين للاشتراك فيها لوصل الكهرباء في الوقت الذي تُفصل عنهم فيه ضمن الجداول المحددة من شركة توزيع الكهرباء بمحافظات غزة.

لكن السويسي قال: "إنها ليست حلًّا مثاليًّا، وهي عبء مادي جديد، لكنني مضطر إلى ذلك".

وتبلغ تكلفة اشتراك السويسي للحصول على كهرباء المولد 270 شيكلًا، وتصل قيمة الاستخدام الشهري إلى 150 شيكلًا لشقة سكنية واحدة من أصل أربع شقق مشتركة في المولد.

وكانت أزمة المياه التي رافقت انقطاع الكهرباء ساعات طويلة دفعت المواطنين إلى البحث عن بدائل جديدة لوصل الكهرباء.

ومن أبرز هذه البدائل مولدات كهرباء صغيرة لا يكاد بيت في غزة يخلو منها، لكن معظم أصحابها إما توقفوا عن استخدامها، أو تخلصوا منها، بفعل الضوضاء الكبيرة التي تتسبب بها.

وباتت المولدات الكبيرة التي يزيد ثمن الواحد منها على 50 ألف دولار، ويملكها أصحاب الأموال حلًّا يعتمد عليه المواطنون مؤقتًا.

ووجد مالكو الأموال فرصة جديدة لكسب المزيد، بفعل أزمة الكهرباء التي لم تترك مجالًا أو قطاعًا في غزة إلا وأصابته بآثارها السلبية.

وبحسب ما ذكر أحد القائمين على مولد كهرباء تصل طاقته المنتجة إلى 400 كيلو واط، الذي طلب إغفال هويته؛ إن خدمة الكهرباء التي يقدمها تلقى استحسان المواطنين، وزيادة في الطلب عليها.

وبدا الشاب متحفظًا جدًّا في أثناء الحديث لـ"فلسطين"، قبل أن يؤكد أن لديه قرابة 300 مشترك، وأنه لولا أن المولدات تدر دخلًا عاليًا على أصحابها لما استمر العمل بها.

استدرك: "لكننا نمنى بخسائر في بعض أشهر العام، بسبب اختلاف أسعار السولار والأعطال".

ولدى هذا الشاب الذي رفض الإفصاح عن قيمة الأرباح الشهرية مولد احتياطي تصل طاقته المنتجة إلى 300 كيلو واط، يعتمد عليه في حال أصاب المولد الأول عطل ما.

ويستخدم السولار الإسرائيلي لتشغيل هذه المولدات الضخمة، ولا يصلح لها الوقود المصري الذي أدخل إلى غزة، أخيرًا.

ويثير استخدام هذه المولدات لوصل الكهرباء، والإقبال المتزايد عليها تساؤلات عن مدى إمكانية اعتماد الغزِّيين عليها، في ظِل استمرار الأزمة، وتردي الظروف المادية لأعداد كبيرة منهم لا يقدرون على الاشتراك فيها.

يشار إلى أن مناطق واسعة في دولة لبنان تعتمد على هذا النوع من المولدات لوصل الكهرباء، إذ لا توصل الكهرباء في بعض المدن والقرى والمخيمات إلا ثلاث ساعات يوميًّا فقط.