عم غضب عارم الشارعَ الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، عقب اغتيال قوات خاصة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ثلاثة مقاومين في مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة، وسط اتهامات للسلطة بالتواطؤ مع الاحتلال بـ"التنسيق الأمني".
وانطلقت مسيرة جماهيرية غاضبة، أمس، من مخيم جنين شمال الضفة المحتلة، جابت الشوارع تنديدًا باغتيال المقاومين الثلاثة.
ورفع المشاركون في المسيرة علم فلسطين ورايات الفصائل، وترديد هتافات مُمجّدة للشهداء، والمطالبة بالرد على اغتيالهم.
كما أعلنت محافظة نابلس، إضرابًا شاملًا اليوم الأربعاء، في جميع أرجاء المحافظة، حدادًا على أرواح الشهداء الثلاثة، الذين اغتالتهم قوات الاحتلال.
والشهداء الثلاثة معروفون بنشاطهم في المقاومة ضد الاحتلال، إضافة إلى أنهم كانوا ملاحقين من قِبل أجهزة أمن السلطة في مدينة نابلس.
وكشف القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، ماهر الأخرس، أنّ أجهزة أمن السلطة ساومت الشهداء الثلاثة على تسليم أسلحتهم، مقابل حصولهم على عفوٍ من قبل جيش الاحتلال.
وقال الأخرس في حديثه لـ"فلسطين": إنّ "الشهداء الثلاثة أخبروني خلال مشاركتي في جنازة أحد زملائهم الشهداء، أنّ السلطة طلبت منهم تسليم أسلحتهم لحلّ مشكلتهم وهو ما تمّ رفضُه من قبلهم".
وأضاف: "السلطة كانت تلاحق الشهداء الثلاثة حتى الأيام الأخيرة قبل اغتيالهم، وكانت تريد اعتقالهم لأنهم رفضوا تسليم أسلحتهم أو الموافقة على عرض السلطة".
وتابع: "السلطة باعت نفسها وقضيتها من أجل منافع شخصية لأبنائها، ولا يُعوّلُ عليها وليست وطنية بسبب استمرار التنسيق الأمني".
وبيّن الأخرس أنّ عملية الاغتيال التي قامت بها قوات الاحتلال ضد الشهداء الثلاثة ستُعطي دفعة للمقاومة للرّد على الاحتلال وإجرامه ولا يمكن أن يكسر شوكة المقاوم في الضفة الغربية.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، عبّر نشطاء ومغردون عن غضبهم إزاء جريمة الاحتلال، مُندّدين بتواطؤ السلطة التي يوجد لها مقر أمني بالقرب من موقع عملية الاغتيال.
وتداول المغردون منشور للشهيد أدهم مبروكة على صفحته في موقع "فيس بوك"، قال فيه: "اليوم بكون صرلي سنة مروح من عند السلطة.. الله لا يبارك لهم والله ينتقم منهم".
وكتبت سلوى عمر في تغريدة عبر حسابها في موقع "تويتر": "لم يكن عبثًا أن تُكنّى نابلس بجبل النار، اليوم، ترك ثلاثة أقمارٍ وصاياهم قبل العروج؛ من أفتى بغير الرصاص فقد كفر، علّموا أبناءكُم أنّ المُقاوم على دين رفيقه وسلاحه، وبأنّ الثأر للشهداء فرضُ عينٍ على كلّ مؤمن ومؤمنةٍ بتراب #فلسطين، آتٍ ولو بعد حين.!".
وغرّدت الكاتبة لمى خاطر في حسابها على تويتر: "اغتيالٌ في وضح النهار وفي عمق مناطق (السيادة) المزعومة، ما كان للمحتلّ أن يتجرّأ على مثل هذا الانتهاك الصّارخ، لولا استخفافه بمن يُفترض بهم الدفاع عن شعبهم!".
كما كتب موسى رشوان في منشور عبر حسابه بـ"فيس بوك": "هذه البلاد لا يحيا فيها شريف، وكلّ الذين قالوا الموت ولا المذلّة استشهدوا".
وقال ياسين عز الدين في تغريدة على "تويتر": "الشهداء الثلاثة ينتمون لكتائب شهداء الأقصى لكن ليس لتيار عباس بل لما تطلق عليهم السلطة المُتجنّحين، حيث إن البلدة القديمة في نابلس معقل لهذا التيار وحصل اشتباك بينه وبين السلطة قبل فترة قصيرة، ورغم ذلك سيحاولون المتاجرة بدمائهم كالعادة".
في حين قال الناشط محمد العربي عبر حسابه بـ"تويتر": "عارٌ على السلطة أن يتمّ قتل ثلاثة شباب في وسط النهار والأجهزة الأمنية آخر من يعلم، مُضيفًا: "لولا تواطؤ عباس بالتنسيق الأمني لما استطاعت قوات صهيونية أن تفعل ذلك وتنجو بفعلتها، لكن هيهات، فلسطين ولّادة الأحرار، يستشهد شخص يأتي غيره مئة، الخزيُ والعارُ للعملاء والخونة".
وغرّد علي الأكبر: "هذه الدماء في نابلس تقول أيضًا للاحتلال أنّ معركتنا معه أزليّة ولا حدود جغرافيا معه وكل الحدود مفتوحة للقيام بالواجبات الإنسانية الكبرى لنصرة الحق، لم نأتِ إلى الدنيا كي نلعب ونأكل وننام بل أتينا لنصنع التاريخ ونصنع بقلمنا ولحمنا ودمنا حياة أفضل من هذه للأجيال القادمة".

