فلسطين أون لاين

​اُعتقلت أثناء مرافقتها لأختها المريضة بالسرطان

ابتسام موسى مِن "جَدَّةٍ" إلى أسيرة مُتهمَة بـ"الإرهاب"

...
إحدى الأسيرات في سجون الاحتلال (أرشيف)
غزة - أدهم الشريف

كانت ابتسام موسى تشعر باطمئنان كامل في كل مرة كانت ترافق فيها شقيقتها المريضة بالسرطان للعلاج في مستشفيات القدس المحتلة، لكن هذا الاطمئنان تبدد باعتقالها داخل معبر بيت حانون "إيرز"، شمالي قطاع غزة.

وباتت موسى، من سكان محافظة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، تحمل لقب أسيرة رغم أنها تبلغ من العمر (59 عامًا)، لتكون واحدة من بين عشرات الأسيرات الفلسطينيات اللاتي يزج الاحتلال بهن خلف قضبان سجونه.

ونفذت قوات الاحتلال عملية الاعتقال في 19 ابريل/ نيسان الماضي، واقتيدت موسى إلى جهة مجهولة، قبل أن تعلم العائلة من مصادر حقوقية، أنها معتقلة في سجن "عسقلان"، بعد ثلاثة أسابيع من سفرها برفقة شقيقتها.

وقال عبد الرحمن موسى، زوج الأسيرة لـــــ "فلسطين": "لا نعلم عن سبب اعتقالها، فهي كانت ترافق أختها المريضة؛ وهذه ليست المرة الأولى التي ترافقها فيها".

وتنقلت موسى عبر معبر بيت حانون، الذي تتحكم به قوات الاحتلال، عشر مرات خلال عام واحد، لم تتعرض خلالها لأي مضايقات.

إلا أن ما يثير استغراب عائلتها، اتهام سلطات الاحتلال لها بـ"مساعدة الإرهاب"، في إشارة إلى مساعدة المقاومة الفلسطينية، فيما ينفي زوجها هذا الاتهام، فما هي إلا ربة منزل وجدَّة لديها 7 من الأبناء والبنات.

ويبدو زوجها حزيناً على ما آلت إليه أسرته من بعدها؛ قائلاً: "هذه تهم عارية عن الصحة؛ الاحتلال هو الذي يمثل الارهاب بانتهاكاته وجرائمه".

وأضاف: "مررنا بأوقات صعبة بعد اعتقالها؛ للمرة الأولى لم تقضِ شهر رمضان وعيد الفطر بيننا".

وتمنع سلطات الاحتلال عائلتها من زيارتها بدعوى عدم انتهاء التحقيق معها رغم مرور قرابة شهرين ونصف الشهر على اعتقالها.

وأشار زوجها إلى أن الأسيرة تنقلت بين عدة سجون بدءًا بـ"عسقلان"، ومن ثم "هشارون"، قبل نقلها مجددًا إلى سجن "الدامون".

وتتعمد قوات الاحتلال في معبر بيت حانون، إذلال المرضى واعتقالهم، وتحاول ابتزازهم أيضًا للعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية "الشاباك".

كذلك، اعتقلت قوات الاحتلال عشرات المواطنين إما أثناء توجههم للعلاج في مستشفيات القدس والضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 48، أو أثناء العودة بعد إنهاء العلاج.

وفي محاولة للضغط على الاحتلال للإفراج عن المسنة موسى، تواصلت عائلة الأسيرة مع مؤسسات حقوقية وأخرى تنشط في قضايا الدفاع عن حقوق الأسرى وذويهم، لتصعيد فعاليات الاحتجاج والتضامن مع الأسيرات نصرة ودعمًا لهن.

وبحسب إحصائية صادرة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية نادي الأسير، فإن 49 أسيرة فلسطينية رهن الاعتقال في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وتؤكد الهيئة والجمعية، أن "الأسيرات يعانين منذ لحظة اعتقالهن من عمليات الضرب والإهانة والسب والشتم، وتتصاعد عمليات التضييق على الأسيرات حال وصولهن مراكز التحقيق؛ حيث تمارس بحقهن أساليب التحقيق سواء كانت نفسية أو جسدية كالضرب والحرمان من النوم والشبح لساعات طويلة، والترهيب والترويع، دون مراعاة لجنسهن واحتياجاتهن الخاصة".