فلسطين أون لاين

كثّف من لقاءاته مع قادة الاحتلال وشارك عباس بأخرى

تقرير "حسين الشيخ".. عراب السلطة الجديد في تقديم التنازلات للاحتلال

...
حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية في حكومة رام الله (أرشيف)
رام الله-غزة/ نور الدين صالح:

يظهر وزير الشؤون المدنية في حكومة رام الله حسين الشيخ في الآونة الأخيرة بثوب "عرّاب السلطة" الجديد من خلال رفع وتيرة تقديم التنازلات السياسية لقادة حكومة الاحتلال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، بمباركة من رئيس السلطة محمود عباس.

ويبدو أن السلطة والاحتلال يجهزان الشيخ ليكون خليفة عباس القادم، لكونه يحظى برضى كبير من قيادة الاحتلال وعباس الذي تمسّك بتعيينه بمنصب أمين اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير خلفًا لصائب عريقات خلال اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح الأخير.

على مدار السنوات الماضية، لم يتخلف "الشيخ" عن أي لقاءات مع قادة الاحتلال سواء بشكل منفرد أو بمرافقة "أبو مازن"، وجميعها كانت لتقديم التنازلات السياسية، وآخرها محاولة الشيخ إغراء وزير خارجية الاحتلال يائير لابيد خلال لقائه في بيته (بتل أبيب)، بوقف التحقيق الأممي بارتكاب (إسرائيل) جرائم حرب في فلسطين مقابل عقد لقاء ولو شكليًا مع عباس، والموافقة على استئناف المفاوضات، وهو ما رفضه الأخير.

وسبق أن حضر "الشيخ" لقاء "أبو مازن" مع وزير جيش الاحتلال بيني غانتس بمنزله في (تل أبيب) في أواخر شهر ديسمبر 2021، إضافة إلى مرافقته في الجوالات الخارجية، كما كان عريقات قبل وفاته. 

يقول الكاتب والمحلل السياسي د. فايز أبو شمالة: إن "الشيخ" تتلمذ في ذات المدرسة السياسية لأبو مازن، والتي تقوم على التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال ومحاربة المقاومة، واللهث خلف مساعدات اقتصادية مقابل خدمات أمنية.

ويرى أبو شمالة خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، أن لقاءات الشيخ مع قادة الاحتلال تندرج في إطار الحراك والتنافس على الوصول لخليفة "عباس"، مشيرًا إلى أن "الشيخ" يقدم نفسه البديل، بمباركة من عباس والإسرائيليين.

وأوضح أن مُجمل هذه اللقاءات حققت "صفر" إنجاز للقضية الفلسطينية، والتراجع عمّا قد يتحقق من مجلس حقوق الإنسان الذي قرر تشكيل لجنة أممية لمناقشة الفصل العنصري وإرهاب الدولة ضد غزة خلال عدوان 2021. 

وبحسب أبو شمالة، فإن رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت ردّ على تلك اللقاءات أنه لا حق لغانتس ولا لابيد بالاتفاق بأي شأن سياسي مع الفلسطينيين سوى القضايا الأمنية الاقتصادية فقط، فيما تُصر السلطة على إجراء اللقاءات.

وبيّن أن "الشيخ" يُعتبر الشخصية الأكثر في تقديم التنازلات، سيّما أنه صاحب تجربة مع الإسرائيليين ويرعى الشؤون المدنية منذ 20 سنة، وهو الأكثر إخلاصًا ووفاءً لهم وتربطه علاقات وطيدة مع الضباط الإسرائيليين، وشديد الكره لحركة حماس والمقاومة ويلاحق المقاومين بذريعة الوطنية.

وكان معلق الشؤون العربية في إذاعة جيش الاحتلال جاكي حوكي حذّر أمس، المستويات الرسمية الإسرائيلية من المسارعة إلى تحديد شخص كمرشحها لقيادة السلطة بعد عباس، على اعتبار أن هذا من شأنه أن يستفز الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن مواقف الشيخ المعروفة تجعله مرشحًا غير مناسب في نظر الفلسطينيين.

الخلافة السياسية

ويتفق المحلل السياسي خالد العمايرة مع سابقه، إذ يرى أن لقاءات السلطة مع الاحتلال تندرج ضمن مساعيها إلى تكوين الخلافة السياسية لأبو مازن، "ويبدو أنهم يحضرون الشيخ لهذا المنصب"، حسب تقديره.

يقول العمايرة لـ "فلسطين"، إن الشيخ يحظى برضى من قيادة الاحتلال العسكرية والسياسية وخاصة الأحزاب المتحالفة مع "بينيت"، لافتًا إلى أنه الشخصية الأكثر في تقديم التنازلات لصالح الاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني.

وأضاف "عباس يضعف كل يوم أكثر من سابقه، والأمور تنفلت منه بشكل غير دراماتيكي إذ ينتزع من حوله صلاحياته بأشكال مختلفة، منها الاحتلال ونقل معلومات غير صحيحة عن أعداء محتملين له".

واعتبر أن ما يجري داخل أروقة السلطة "أمر خطير جدًا" بالنسبة للشعب الفلسطيني وحركة فتح تحديدًا، وقد يدفعها للاقتتال الداخلي.

ولفت إلى أن لقاءات الشيخ تجري بعد مشاورات من "بينيت" و"لابيد" وبمباركة عباس، منبهًا إلى أن "الشيخ في حال أصبح زعيمًا سيعترف بما اعترف به أبو مازن، وهو مستعد للتنازل عن أخص الخصوصيات".

وختم حديثه، "قد يكون المستوى السياسي الإسرائيلي متحمسًا بشكل كبير ليكون الشيخ خليفة عباس، في حين أن الشارع الفلسطيني مقبل على أمور صادمة تتعلق بهذا الأمر".