فلسطين أون لاين

بينيت عاجز أم متعجرف؟

 

بين الفينة والأخرى يصدر رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي نفتالي بينيت تصريحات تؤكد أن حل الدولتين أصبح وراء ظهره ولا مجال لمناقشته أو الموافقة على الشروع في محادثات بهذا الخصوص، فهو مستعد لنقاش أي مسألة مع الفلسطينيين ما لم يكن لها علاقة بإقامة دولة فلسطينية.

قيادي في السلطة الفلسطينية علق على تصريح بينيت الأخير، بأن قيام الدولة الفلسطينية حتمية تاريخية، ولا ينتظر موافقة من رئيس الوزراء الإسرائيلي.

لو كان هناك قناعة لدى (إسرائيل) بأن حل الدولتين سينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لتم تطبيق اتفاقية أوسلو منذ سنوات بعيدة، ولكن دولة الاحتلال تعلم أن الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 1967 يشكلون جزءًا من المخاطر التي تهدد بقاء الكيان الإسرائيلي، اما الجزء الأهم فهم الفلسطينيون في المناطق المحتلة عام 1948، لا يمكن لدولة الاحتلال (إسرائيل) إبرام اتفاقية سلام مع الفلسطينيين ولا تشمل إخراج قرابة 2 مليون فلسطيني من تلك المناطق، ولا يمكن لها أن تمنح جزءًا من الفلسطينيين دولة مستقلة ثم تتفرغ للصراع مع الجزء الأقرب إليها والأخطر على وجودها.

بدو النقب لا يزيد عددهم على 350 ألف فلسطيني، ومع ذلك أعلن رئيس الوزراء نفتالي بينيت عجز جيشه عن إسكاتهم، بل هدد باللجوء إلى إقامة جدار حديدي، معتبرا أن وجودهم يشكل تهديدا حقيقيا لـ (إسرائيل)، وهذا التصريح جاء مترافقا مع رفضه للسماح بأي محادثات تشمل إقامة دولة فلسطينية، فهو حديث شخص ضعيف وعاجز، وليس حديث القوي المتعجرف.

إذا كانت حكومة الاحتلال عاجزة عن التعامل مع هبة خفيفة لبدو النقب، فما الذي قد يحصل إن كانت هناك هبة مماثلة أو أقوى لـقرابة 2 مليون فلسطيني أو نصفهم أو ربعهم يعيشون في فلسطين وفي قلب الكيان الإسرائيلي غير الشرعي ولا يعيشون في صحراء النقب المعزولة؟

صحيح أن إقامة الدولة الفلسطينية أمر حتمي ولا تنتظر موافقة إسرائيلية كما تقول السلطة الفلسطينية، ولكنها بحاجة إلى وسائل غير التي تستخدمها السلطة أو منظمة التحرير التي تدعي عجزها عن إجراء انتخابات في القدس وتنتظر موافقة إسرائيلية حتى هذه اللحظة.