الشعب الفلسطيني في حاجة ماسة لقيادة منتخبة انتخابا حرا ونزيها. لماذا نقول بهذه الحاجة في هذا التوقيت وقبيل اجتماع الجزائر؟! الجواب: لأن القيادة الحالية لا تستجيب للنصائح التي يقدمها المواطنون بطرق مختلفة. القيادة الحالية لا تملك رؤية في مواجهة حكومة بينيت، وموقف بينيت الرافض لأدنى لقاء سياسي مع السلطة الفلسطينية.
حين تفقد القيادة الرؤية وتضطرب عندها بوصلة التوجيه يجدر بالرأي العام أن يقول رأيه. الرأي العام يقول رأيه عادة من خلال صندوق الاقتراع، لذا الشعب في حاجة لانتخابات نزيهة وشفافة. أنا أتحدث هنا عن الشعب، ولا أتحدث عن حماس والفصائل الأخرى، فهذه الفصائل عبرت عن مواقفها المطالبة بالانتخابات مدخلًا للمصالحة والوحدة الوطنية.
كان خطأ قيادة السلطة كبيرًا عندما تراجعت عن الانتخابات بذريعة القدس، في حين لم يقتنع الشعب بهذه الذريعة، ولو كانت هذه الذريعة صحيحة فمعنى هذا أن الانتخابات مؤجلة لإشعار آخر، وقد لا يأتي هذا الموعد، لأن قرار القدس بيد العدو، وهو لن يعطي إشارة وإن قلت إن القدس قابلة للتقسيم، ومن ثمة فماذا على القيادة المستأثرة بالقرار أن تفعل؟! نريد من قيادة السلطة أن تقدم حلا، لأن الحل عند الشعب هو الانتخابات النزيهة، وإصلاح النظام السياسي الفلسطيني.
الخوف من فوز حماس ليس مبررا كافيا للتراجع عن الانتخابات. الخوف يجدر أن يشعل نار المنافسة النزيهة، وأن يبعث في الجهات المسئولة رغبة الإصلاح بعد الاعتراف بالخطأ. الأحزاب تدخل الانتخابات بلا ضمانة الفوز، والناخب هو صاحب القرار، ومن حق الناخب أن يشارك في صناعة المستقبل.
المستقبل الفلسطيني يرتبط ارتباطا مباشرا في إشراك الشعب في القرار، وهذا يكون من خلال الانتخابات، ودون مشاركة الشعب في القرار ولا سيما في وضعنا إزاء مواقف حكومة الاحتلال فإن الفشل هو الحصاد. فهل يقرر اجتماع الجزائر موعدا لانتخابات شاملة حرة ونزيهة؟! نأمل ذلك.