"أنا من اليمين، ومواقفي لم تتغير، فلن يكون هناك أوسلو جديدة، وإذا كانت هناك مفاوضات سياسية مع الفلسطينيين فلن تكون هناك حكومة. أعارض إقامة دولة فلسطينية، ولن أسمح بمفاوضات سياسية على خط الدولة الفلسطينية، ولبيد وغانتس ليس لديهما سلطة التحرك في الموضوع السياسي في لقاءاتهما مع الفلسطينيين، ولن ألتقي أبدا مع محمود عباس".
هذه تصريحات رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت. تصريحات واضحة وحاسمة ولا مراوغة فيها، لا مفاوضات سياسية جديدة. لا لقاء سياسي مع محمود عباس. لا دولة فلسطينية. لا مفاوضات على طريق الدولة الفلسطينية. لبيد وغانتس لا صلاحية لديهما في إجراء مفاوضات سياسية. لا حكومة إذا جرت مفاوضات سياسية.
ماذا بعد هذا الكلام من كلام؟ ماذا ينتظر محمود عباس بعد سماعه هذه التصريحات؟ ثم أين الإيجابية التي زعمها حسين الشيخ بعد لقائه مع لبيد قبل أيام؟ قادة السلطة غارقون في عسل المصالح الشخصية الخاصة، وهم من منطلق مصالحهم الذاتية يصفون لقاءاتهم بغانتس ولبيد بالإيجابية! أي هي إيجابية على المستوى الشخصي، لا على المستوى الوطني.
مَنْ مِنَ الفلسطينيين يستطيع أن يصف تصريحات بينيت بالإيجابية؟ وعليه كيف يصف حسين الشيخ لقاءه بلبيد بالإيجابي جدا؟ بينيت يقول لبيد وغانتس غير مخولين بلقاءات سياسية، وأنا أتخلى عن الحكومة إذا جرت مفاوضات سياسية على طريق الدولة الفلسطينية. أنا من اليمين ومواقفي لم تتغير، لا أوسلو جديدة.
هذه صفعات متكررة على وجه المفاوض الفلسطيني الفاشل الذي فقد القدرة على تقدير الموقف واتخاذ القرار الوطني السليم. بينيت يقول لا مفاوضات سياسية على طريق الدولة الفلسطينية، وعباس وقادة دول عربية مجاورة يزعمون أن لديهم ضوءا أخضر أمريكيًّا لتجديد المفاوضات السياسية. الماء يكذب الغطاس ويكشف عن قدراته المزعومة، وتصريحات بينيت تكذب الذين يتدثرون بالسراب وبمزاعم منسوبة لإدارة بايدن، وبايدن نفسه لا يملك إرادة إجبار بينيت على مفاوضات سياسية على طريق الدولة.
الحل الوحيد الباقي أمام الفلسطيني هو القرار الوطني الصريح: الدولة الفلسطينية تنتزع انتزاعا، ولا توهب على مائدة المفاوضات، ومن أجل انتزاع الدولة والحقوق يجب إطلاق يد المقاومة فورا وبكل أشكالها الممكنة. المقاومة هي الرد الوطني على تصريحات بينيت، ومخدرات لبيد وغانتس. ودون ذلك تكون السلطة متواطئة ولا تمثل القرار الوطني. نريد قرارا وطنيا بلا أوهام، ولا مزاعم فاسدة. نريد الحقيقة لا السراب ولا الخداع. العدو يقول ما عنده بصراحة ووقاحة، وقادتنا يكذبون علينا ويبيعوننا الوهم، بينما هم رهن مصالحهم الذاتية.