مشادة كلامية في الكنيست الإسرائيلي بين أعضاء الكنيست العرب بشأن تزويد القرى العربية بالكهرباء أظهرت الفرق الجذري بين تفكير أعضاء الكنيست وشعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل، حيث أراد عضو الكنيست أحمد الطيبي أن يظهر أن أصل مشكلة الكهرباء هو عدم موافقة "إسرائيل" على الاعتراف بقانونية تلك القرى داخل الكيان، أما عضو الكنيست رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس فدافع عن الاحتلال الإسرائيلي، معتبرا أن سبب المشكلة هو عدم وجود مخطط هيكلي لوضع أعمدة الكهرباء، ولذلك وخلال النقاشات حامية الوطيس تمسك عضو الكنيست التافه منصور عباس بجملة: "وين بدهم يحطوا العمود يا أبو كامل "الطيبي"؟
في هبة النقب والأحداث التي سبقتها في البلدات والقرى الفلسطينية داخل المناطق المحتلة عام 48 اكتشف الإسرائيليون أن "العرب" لا يدافعون عما تبقى من أراضيهم التي صادرتها دولة الاحتلال، وإنما كانوا يدافعون عن فلسطينيتهم، نعم اكتشف الإسرائيليون تلك الحقيقة في المواجهات الأخيرة مع السكان الفلسطينيين في النقب، وعبروا عن شدة خوفهم من هذا الاكتشاف المتأخر في كل وسائل الإعلام، فالمسألة ليست كما يظنها الطيبي ولا تحل بالمساواة في الحقوق بين أصحاب الأرض والمغتصب، ولا تحل كذلك بمشاركة بعض المحسوبين على العرب في الحكومة الإسرائيلية، حيث تبين أنه لا يصل إلى حكومة الاحتلال إلا من يفوقهم صهيونية وتطرفا وعداء للشعب الفلسطيني وقضيته مثل المدعو منصور عباس وقائمته البائسة.
الحقيقة التي لا يريد الاحتلال مواجهتها هو أن له نهاية لا ريب فيها؛ الفلسطيني داخل المناطق المحتلة عام 48 هو ذات الفلسطيني في المناطق المحتلة عام 67 ولا فرق بينهما، حتى لو أطلقوا عليهم مسميات غريبة ومرفوضة مثل "عرب إسرائيل" أو عرب الداخل .لذلك على الجميع أن يدرك أنه لا يمكن خداع الفلسطيني أو إسكاته بمساواته مع اليهودي في بعض الحقوق الشكلية، ولا يمكن خداع الفلسطيني في غزة المحاصرة أو إسكاته بحل مشكلة الكهرباء ومنحه بعض التسهيلات، والفلسطيني في الضفة الغربية كذلك لا يمكن خداعه بتصاريح العمل ولم الشمل وغير ذلك من الأساليب المكشوفة، لأن كل الفلسطينيين لديهم هدف واحد وهو تحرير فلسطين حتى آخر شبر منها.