شكرًا لجامعة الدول العربية العتيدة فقد بادرت بإدانة واستنكار جرائم الاحتلال الصهيوني في القدس والشيخ جراح، وبالذات هدم منزلين لعائلة صالحية في حي الشيخ جراح وتشريد (١٣) من أفرادها في العراء، واعتقال (٢٧) مواطنًا من الشيخ جراح.
واللافت للنظر أن الجامعة وصفت الهدم والطرد بأنه "جريمة حرب بموجب القانون الدولي والإنساني، وتكرار لنكبة وتهجير العائلة من عين كارم عام ١٩٤٨م! واللافت للنظر أيضًا أن الجامعة طالبت المجتمع الدولي والمحكمة الجنائية الدولية بالتحرك الفوري لوضع حد فوري لهذا التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني ومدينة القدس".
شكرًا للجامعة مرة ثانية، ولكن أما كان بوسع الجامعة أن تتقدم خطوة للأمام بعد الاستنكار؟! أليس بوسع الجامعة أن تحمل القضية بنفسها إلى محكمة الجنايات الدولية، بدلًا من الوقوف عند مناشدة محكمة الجنايات الدولية للتدخل لأن الجريمة هي من نوع التطهير العرقي؟! الجامعة تمثل العرب، ولديها إمكانات كبيرة، ولها شخصية اعتبارية معترف بها دوليًّا، فلماذا لا تحمل الجامعة القضية لمجلس الأمن ومحكمة الجنايات؟! الشجب يصلح للأفراد ممن لا حول لهم ولا طَوْل، أما المؤسسات الكبيرة كالجامعة العربية فدورها أكبر من دور الفرد!
حين خاضت حماس معركة سيف القدس في ٢٠٢١م خاضتها نيابة عن فلسطين والعرب والجامعة، من أجل حماية عوائل الشيخ جراح من الطرد والهدم. كانت حربا قاسية دفعت غزة ضريبة كبيرة لحماية القدس والشيخ جراح، وحققت في حينه بعضا من أهدافها في حماية سكان الشيخ جراح. ولكن الاحتلال عاد فنكث الوعود وتنمر على السكان المدنيين بالهدم والطرد، وقد حذرت حماس الاحتلال من تداعيات هذه الجرائم، وكانت تتوقع من الدول والجامعة موقفا عمليا قويا لحماية الشيخ جراح، والمسجد الأقصى.
إن بيان الجامعة جيد، ولكنه غير كافٍ، ويحتاج إلى تطوير، وإذا لم يتطور باتجاه إجراءات عملية فإن دولة الاحتلال لن تلتفت لبيان الجامعة، وستواصل عملية الهدم والطرد. الشجب وحده لا يليق بجامعة العرب العتيدة؟!