فلسطين أون لاين

المقدسي صالحية رفضًا للهدم في الشيخ جراح: "الدار بياخدوها نار"

...
القدس المحتلة-غزة/ أدهم الشريف:

 

تملكت المقدسي محمود صالحية حالة من الغضب وهو ينادي بصوت عالٍ من فوق منزله في حي الشيخ جراح المهدد بالتهجير في مدينة القدس المحتلة: "الدار بياخدوها نار".

كان صالحية ينادي ويكرر هذه الكلمات، وقد أحاط نفسه بمجموعة من قالونات الوقود القابل للاحتراق.

وأضاف مخاطبًا سلطات الاحتلال: "لن أخرج من بيتي إلا على القبر مباشرة"، في إشارة إلى رفضه انتهاكات الاحتلال المتصاعدة بحق الأهالي في الشيخ جراح منذ سنوات طويلة، وتصاعدت حدتها منتصف السنة الماضية.

وتمركزت قوات الاحتلال برفقة أطقم البلدية، محاولة إجبار أصحاب منازل في الشيخ جراح على تركها ومغادرتها لصالح بناء مدارس يهودية، وهو ما يرفضه الأهالي في الشيخ جراح.

ويعد هذا الحي أكثر أحياء مدينة القدس تهديدًا بالاستيلاء عليه وتهجير أهله، ويخضع للاحتلال الإسرائيلي منذ حرب 1967.

وبحسب تقارير، فإن الحي يتهدده مخطط إسرائيلي استيطاني يتضمن بناء 200 وحدة سكنية لإسكان مستوطنين يهود فيه.

وكان الحي الواقع في الجانب الشرقي من البلدة القديمة في مدينة القدس خارج السور، أنشئ في القدس عام 1956 بموجب اتفاقية وقعت بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" والحكومة الأردنية، وفي حينه استوعب 28 عائلة فلسطينية هُجرت من أراضيها إبَّان نكبة 1948.

وفي محاولة منه لمنع الاحتلال من تنفيذ مخططهم، اعتلى منزله مصطحبًا معه عبوات وقود، وأسطوانات للغاز، وهدد بحرق نفسه وتفجير الأسطوانة حال أصرت سلطات الاحتلال على تنفيذ قرارها بإخلاء منزله.

وكانت قوة من جيش الاحتلال اقتحمت مشتل السلام في حي الشيخ جراح والذي تعود ملكيته للمقدسي صالحية، وأخلت محتوياته بالقوة، واعتدت على العاملين فيه بالضرب والدفع والسحل قبل إخراجهم منه، بهدف مصادرة الأرض البالغ مساحتها 6 دونمات.

وقال الناشط المقدسي صالح دياب، إنّ حيّ الشيخ جراح يتعرض منذ 2011 لنكبة جديدة بفعل انتهاكات الاحتلال، تصاعدت في السنوات الأخيرة خاصة خلال 2021.

وأشار دياب لصحيفة "فلسطين"، إلى أنّ سلطات الاحتلال تهدف إلى السيطرة على أراضي في الحي من أجل إقامة مدارس لليهود ومواقف المركبات ومشاريع استيطانية أخرى، كما حصل في آلاف الدونمات مسبقًا.

ونبَّه دياب إلى خطورة الأوضاع في الحي نتيجة تصاعد انتهاكات الاحتلال.