فلسطين أون لاين

تقرير نزيف بلا دواء.. منع السفر يعمّق جراح المصابين في غزة

...
صورة من الأرشيف
غزة/ محمد أبو شحمة:

داخل خيمةٍ مهترئة في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، ترقد أم نضال إلى جوار طفلها نضال (عامان)، الذي يعاني تضخمًا في الطحال، منتظرةً أي اتصال من منظمة الصحة العالمية يسمح له بالسفر لاستكمال علاجه.

نضال طفل لم يتجاوز العامين من عمره، يعاني تضخما في الطحال والكبد، وارتفاعا دائما في درجات الحرارة، وانخفاضا مستمرا في الصفائح الدموية، ما اضطره لتلقي ثلاث جرعات دم خلال فترة قصيرة، وينتظر، كغيره من آلاف الأطفال المرضى، السماح له بالسفر لتلقي العلاج في مستشفيات عربية أو دولية.

تقول والدته إيمان أبو ربيع، لصحيفة "فلسطين": "منذ سبعة أشهر ونحن ننتظر اتصالًا من منظمة الصحة العالمية بعد أن أنهينا أوراق التحويل للعلاج خارج غزة، لكن لم يتغير شيء. نضال تزداد حالته سوءًا، ونحن عاجزون".

ورغم وجود تحويلة طبية جاهزة، إلا أن إغلاق سلطات الاحتلال للمعابر وفرض قيود صارمة على سفر المرضى يعيق خروج نضال وغيره من مئات الأطفال المرضى، ويحرمهم من حقهم في العلاج والتعافي، في ظل الحصار المفروض على مستشفيات قطاع غزة.

e6224ef9-8bb4-4e99-9b24-6f3dc65e1926.jpg
 

وتوضح أم نضال أن ابنها يعاني خطر الموت نتيجة عدم توفر علاج مناسب داخل القطاع، وحاجته الماسة للسفر لتلقي العلاج في مستشفى متخصص خارج الأراضي الفلسطينية.

وتضيف أبو ربيع: "منظمة الصحة العالمية لا تملك أي إجابة حول موعد سفر ابني، ولا تستجيب حتى للاتصالات الهاتفية أو رسائل البريد الإلكتروني التي نرسلها لهم يوميًا".

وأكدت الأمم المتحدة أن أكثر من 16 ألفًا و500 مريض فلسطيني لا يزالون بحاجة إلى رعاية منقذة للحياة خارج قطاع غزة.

وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أنه مع حلول فصل الشتاء وما يحمله من تحديات إضافية للفلسطينيين المنهكين في قطاع غزة، تعمل الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني بلا كلل لتوسيع نطاق المساعدات للمحتاجين، بمن فيهم الأطفال.

وأشار إلى تقديم آلاف المواد الأساسية للأشخاص الذين عانوا بشدة على مدار العامين الماضيين نتيجة الحرب على غزة، بما في ذلك الأحذية والملابس والبطانيات والمناشف، إلى جانب الإمدادات الأساسية الأخرى.

وأكد أن فريقًا من منظمة الصحة العالمية قاد، يوم الإثنين، عملية إجلاء طبي شملت 18 مريضًا و54 مرافقًا لهم من غزة لتلقي العلاج في الخارج، مشددًا في الوقت ذاته على أن أكثر من 16 ألفًا و500 مريض ما زالوا بحاجة إلى رعاية منقذة للحياة خارج القطاع.

وفي السياق ذاته، ينتظر الشاب وليد ماهر (28 عامًا) منذ أكثر من عام حقه في السفر للعلاج خارج القطاع، لإنقاذ يده اليمنى التي أُصيبت بطلق ناري من جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال وجوده في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

يقول ماهر، لـ"فلسطين": "أُصبت في يدي اليمنى بطلق ناري من جيش الاحتلال، وأقرّ الأطباء في مجمع ناصر الطبي حاجتي للعلاج في الخارج، وكتبوا لي تحويلة طبية من الدرجة الأولى".

ويضيف: "قدمت التحويلة لمنظمة الصحة العالمية، ولا أزال أنتظر الحصول على حقي في العلاج خارج غزة بسبب عدم توفره داخل مستشفيات القطاع، لكن دون أي رد أو تحديد لموعد السفر".

ويحذّر ماهر من أن يده مهددة بالبتر في حال استمرار تأخير سفره، موضحًا أن الالتهابات وصلت إلى العظم، وأن آلامه تتفاقم يومًا بعد يوم، في ظل حاجته إلى تدخل جراحي عاجل وأدوية خاصة لا تتوفر داخل قطاع غزة.

المصدر / فلسطين أون لاين