ما زال الموقف الفلسطيني للسلطة الفلسطينية من حكومة الاحتلال موقفًا مرتبكًا، إذ تبدو قيادة السلطة ومشروع التفاوض كمن بلع منجلا، لا يستطيع بلعه بالكامل ولا إخراجه بتمامه. على حين يتقدم المشروع الصهيوني على الأرض الفلسطينية يوميا، بل إن وتيرة قضم الأرض والاستيطان والتهويد يتفاقم بسرعة كبيرة.
يقول جلّ الخبراء إن مشروع إقامة دولة فلسطينية على حدود عام ١٩٦٧م لم يعد ممكنًا لوجستيًا، فضلا عن أنه مرفوض سياسيا في الفكر الصهيوني، الذي يعمل على تمدد الدولة الصهيونية في كل أرض فلسطين تحت الانتداب، وحكومات الاحتلال المختلفة تتنافس في تطبيق الفكرة الصهيونية.
عدد من قادة فتح يرغبون بالخروج من هذا الموقف المرتبك، ولكنهم يصطدمون بموقف محمود عباس الذي يصر على التفرد بالقرار وتمرير ما يريده من خلال الاجتماعات الشكلية للثوري، وللمركزي. بعض قادة فتح ربما ينتظرون عقد المجلس المركزي القادم في ظل تهديد عباس بموقف جديد ضد هذا الواقع الآسن، ليضغطوا باتجاه ما يريدون. هم يرونه أنه ثمة فرصة جيدة للخروج من هذا الواقع الذي يعطي (إسرائيل) ما تريد، ولا يعطي الفلسطينيين شيئًا يذكر؟!
هؤلاء القادة ينتقدون تردد عباس وارتباك الموقف الفلسطيني، وإخضاع الموقف لمطالب إدارة بايدن، وبعض الحكومات العربية، وهؤلاء يقولون إن بايدن مراوغ في سياسته، وأنه لم يفِ بوعوده الأساسية، وجلّ الحكومات العربية التي طبعت مع المحتل لا تقدم شيئا كثيرا للموقف الفلسطينية، وأحيانا تضغط الموقف الفلسطيني للقبول بالعطاء الإسرائيلي وإن كان عطاء هزيلا؟!
يبقى السؤال الداخلي هل ينجح هؤلاء القادة التأثير في الموقف الفلسطيني في اجتماع المجلس المركزي لتبني سياسة جديدة فيها قطع نسبي مع السياسات السابقة التي أثبتت فشلها وعدم صلاحيتها للمستقبل؟! ننتظر الإجابة العملية من اجتماع المركزي.