فلسطين أون لاين

أوصى ضباطه: "لا تفرحوا إذا انتصرت حماس في غزة"..

خاص "هب الريح" تنصيبه وزيراً لداخلية رام الله "ترقية" أم "تخليص حسابات"؟

...
وزير داخلية رام الله زياد هب الريح
إعداد/ فلسطين أون لاين:

تغييرات دراماتيكية شهدها بعض المناصب العليا والحساسة في السلطة الفلسطينية، كان من بينها تنصيب رجل "فتح" رئيس جهاز الأمن الوقائي منذ عام 2004 وحتى الآن، "زياد هب الريح"، وزيراً للداخلية، ليصعد نائبه اللواء "عبد القادر التعمري" درجة ويصبح رئيسًا لجهاز الأمن الوقائي خلفاً لـ"هب الريح".

ينم ظاهر المشهد السابق عن حالة ترقيات وحراك طبيعي في أي سلطة تتبع تدرج إداري فطري، وهو ما يثير التساؤل حول حقيقة ما يحصل، هل هو مكافأة لثعلب الوقائي "هب الريح"، أم تخليص حسابات بين الثعالب الكبار، ولربما يكون خطوة "كش ملك" للتخلص من جرير جرائمه وتجاوزاته القانونية خلال رئاسته لجهاز الوقائي؟

في سياق هذا التقرير سوف نطرق لكل سيناريو على حدا، وسنبدأ من السيناريو الأول -المكافأة- وحتى نبت في هذا التصور يجب أن نعرف ماذا قدم "زياد هب الريح" حتى يستحق تلك المكافأة الكبيرة.

"لا تفرحوا إذا انتصرت حماس في غزة، فهذا سيجلب لنا الضرر في الضفة" قالها "هب الريح" لضباطه أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014م، معبراً عن تخوفه من جرير نصر حماس – إذا حصل- على جهازه – الوقائي- في الضفة الغربية والذي لا ينفك يصدح على الملأ ويتغنى بتنسيقه الأمني المستمر مع الاحتلال الإسرائيلي، رغم اعتداء قواته ومستوطنيه المتواصل على المواطنين في الضفة الغربية وأراضيهم.

وبالفعل جاءت تخوفات "هب الريح" في مكانها، حيث استبسلت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة دفاعاً عن وطنها وردت العدوان الإسرائيلي، وهو الأمر الذي لا يراه المواطنون بالضفة الغربية من أجهزة السلطة، فكانوا يزغردون لكل صاروخ يخرج من قطاع غزة تجاه الداخل المحتل ويوزعون الحلوى على بعضهم فرحاً بانتصار غزة، الذي رفع أسهم شعبية "حماس" في الضفة الغربية وهو ما قابله جهاز الأمن الوقائي بسلسلة لا نهاية لها من الاعتقالات السياسية والتنكيل والتعذيب لمؤيدي ومناصري المقاومة من أبناء الضفة الغربية، وهو من أهم إنجازات جهاز الوقائي بالضفة.

وإذا انتقلنا إلى السيناريو الثاني والذي يقول إن ما حصل هو "تخليص حسابات بين الثعالب الكبار في حركة "فتح"، بالفعل إن المراقبين للشأن الفلسطيني فسروا انتقال "هب الريح" ليستلم وزارة الداخلية بأنه تصفية حسابات بين أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" اللواء "جبريل الرجوب" صاحب الحراك الأكبر للملمة شتات حركة "فتح" حالياً – جولة دمشق وبيروت قبيل انعقاد المؤتمر الثامن-، وبين اللواء "ماجد فرج" رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية منذ عام 2009، مفسرين ذلك بأن "هب الريح" مقرب من "الرجوب"، بينما خلفه في رئاسة الوقائي "التعمري" مقرباً من "فرج".

أما السيناريو الثالث والأخير، فيقول إن ما حصل هو خطوة "كش ملك" لإزاحة "هب الريح" من واجهة "فتح"، على اعتبار أن منصب وزير الداخلية يتغير باستمرار، وبهذه الطريقة السلسة يمكن التخلص من واحدة من "وصمات العار" التي تحيط بـ"فتح" بسبب الجرائم التي ارتكبها خلال توليه منصبه في الوقائي، وهو الأمر الذي يُحرج السلطة أمام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اللذان يربطان زيادة المساعدات للسلطة باتخاذها خطوات وإجراءات "حقيقة" على طريق الديمقراطية ومراعاة "حقوق" الإنسان.

وفي الختام يمكن القول إن حركة "فتح" ماضية في سياسة الإقصاء، وقمع الحريات، وتكميم الأفواه، وهو ما يثبت اهتمامها بجهاز مثل جهاز الأمن الوقائي ذي السمعة "السيئة"، فهل يُصلح التغيير ما أفسدته الأيدي؟