ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن سلطات الاحتلال تؤخر، في الأشهر الأخيرة، إدخال المئات من قطع الغيار الضرورية لتشغيل شبكة المياه والصرف الصحي في قطاع غزة بشكل سليم.
وأوضحت الصحيفة العبرية أنه نتيجة لذلك يتم تصريف مياه الصرف الصحي في البحر، الأمر الذي يزداد معه خطر حدوث فيضانات، إضافة إلى تضرر نوعية وكمية مياه الشرب التي يتم تنقيتها في منشآت خاصة، ويتكرر حدوث العيوب نفسها، لأن الإصلاح يتم بمواد مرتجلة.
وتعاني حوالي 500 منشأة للمياه والصرف الصحي، في القطاع، من نقص في الصمامات والفلاتر والمضخات والأنابيب والمعدات الكهرو ميكانيكية والكابلات الكهربائية، وقطع غيار لسيارات الخدمة وأنظمة للكمبيوتر والفحص والرقابة وجمع البيانات وتشغيلها.
وقالت الصحيفة إن محطة ضخ مياه الصرف الصحي في مدينة خان يونس، وبسبب المعدات البالية، تشهد حدوث فيضانات عديدة.
وبينت أنه تم تركيب مضختين جديدتين في الموقع، ولكن تأخر موافقة الاحتلال على الطلب المقدم، قبل "جولة القتال"، لاستيراد "خزان الزيادة" – وهو جهاز يساعد على تغير الضغط في النظام – والصمامات المصاحبة له.
ومنذ ذلك الحين انفجرت الأنابيب مرة أخرى، فتم إرجاع المضخات القديمة كي لا تتضرر المضخات الجديدة بسبب الأعطال المتكررة.
وتحتاج محطة معالجة مياه الصرف الصحي الجديدة في خان يونس، والمتصلة بنفس محطة الضخ، إلى 100 قطعة غيار للمعدات الميكانيكية والكهربائية حسب الصحيفة.
وأثناء العدوان الأخير على قطاع غزة أُجبر عمال المنشأة على مغادرة المكان، بسبب القصف الإسرائيلي، وبالتالي لم يتم القيام بأعمال صيانة روتينية هناك لمنع الأعطال.
وتفتقر محطة تحلية مياه البحر في دير البلح وسط القطاع إلى عدة عناصر، من بينها لوحة تحكم في الجناح الرئيسي.
ونظرًا لنقص الأجزاء، فإن المنشأة تقوم بتحلية كمية مياه أقل من قدراتها – 1600 متر مكعب من 6000 متر مكعب في اليوم.
لذلك عادت دائرة خدمات المياه في قطاع غزة إلى الضخ من الآبار التي تم إغلاقها بالفعل بسبب ارتفاع ملوحة المياه فيها.
كما تعاني منشآت تنقية مياه الشرب من نقص في قطع الغيار، حيث لا يوجد بديل لهذه المرافق، لأن مياه الخزان الجوفي في غزة لا تكفي لتزايد عدد السكان.
وعلى مدى عقود، كان يتم الضخ بشكل مفرط، ما تسبب في زيادة تغلغل مياه البحر إلى طبقة المياه الجوفية، بالإضافة إلى تسرب مياه الصرف الصحي. وهناك 300 بئر في القطاع تنتج حوالي 85 مليون متر مكعب من المياه سنوياً، لكنها مياه مالحة ويجب أن تخضع للتحلية والتنقية.