أوضحت حركة حماس موقفها من المشاركة في الانتخابات المحلية "المرحلة الثانية" برسالة بعثتها إلى لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، حيث اشترطت حماس لمشاركتها في الانتخابات ثلاثة شروط أساسية، أولا: أن تكون هناك انتخابات عامة، رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، وانتخابات محلية. ثانيا: أن تتعهد الرئاسة خطيا بعدم إلغاء الانتخابات كما حدث مع انتخابات غزة عام 2016 والانتخابات العامة في جميع أراضي السلطة عام 2021. ثالثا: التراجع عن مرسوم رئاسي يتعلق بالمرجعية القضائية للانتخابات باعتبار أن المرسوم تم دون توافق فلسطيني ويمكن أن يؤدي إلى خلافات مستقبلية.
توضيح حركة حماس لاقى ترحيبا واسعا من فصائل وجهات فلسطينية متعددة لأن الشروط تأكيد على ضرورة الالتزام بما تم التوافق عليه فصائليا وضمان إنجاح العملية الانتخابية وإنهاء حالة الانقسام.
أحد أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح وصف شروط حماس بالتعجيزية وأنها تحاول بذلك "الهروب" من استحقاق انتخابي، معتقدا أن حماس لن تحصل على شيء في قطاع غزة، ولو صح اعتقاده فهذا سبب كافٍ للموافقة على شروط حماس غير التعجيزية وإجراء الانتخابات وإخراجها من الساحة السياسية، ولكن الجميع يعلم أن الانقسام الداخلي لحركة فتح هو من يعطل العملية الانتخابية برمتها، وليس الانقسام بين فتح وحماس، وإذا تم إنجاح فصيل معين في استفتاء سنوي مفبرك في أحد المواقع الإلكترونية الفلسطينية فهذا لا يغير الواقع المؤلم لذلك الفصيل.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد واصل أبو يوسف قال إن رسالة حماس للجنة الانتخابات تتضمن قضايا سياسية وليست من اختصاص اللجنة باعتبارها أداة منفذة للانتخابات، وطالب الفصائل بالضغط على حماس لقبول إجراء الانتخابات باعتبارها انتخابات خدماتية.
أنا شخصيا أرفض التصريحات المتناقضة من أشخاص يعدون أنفسهم في مركز القيادة من أجل تمرير أهداف فصائلية فئوية، السيد واصل الآن يعتبر الانتخابات خدماتية بحتة ولكنه عام 2016 قال حرفيا لوكالة قدس نت للأنباء: إن الانتخابات البلدية والمجالس المحلية، هي انتخابات سياسية بامتياز، لا بد لها أن تكون خطوة أولية على طريق إنهاء الانقسام الكارثي واستعادة الوحدة الوطنية.
من الواضح أن رد حماس كان مناسبا وأحرج أطرافا متعددة، ولكن ما يعنينا هو الخروج من دائرة المناكفات إلى مواجهة التحديات الحقيقية، مع تأكيد أن الاستعداد الفلسطيني لمواجهة الاحتلال في أفضل أحواله، ومن الصعب إعاقته أو إعادته إلى الخلف.