في الحديث عن تطورات التطبيع العربي الإسرائيلي، ظهر شهر ديسمبر، وهو يطوي صفحة العام المنصرم 2021، مزدحما بأحداث تعبر للأسف الشديد عن دفء متنامٍ في العلاقات العربية الإسرائيلية، رغم استمرار عدوان الاحتلال على الفلسطينيين، ومواصلة استباحته للأراضي العربية، شرقا وغربا، وكأن الأمر بات لا يعني هؤلاء المطبعين.
لم تقتصر أحداث التطبيع في ديسمبر على دولة عربية بعينها، بل إنها شملت تلك الدول التي وقعت اتفاقيات تسوية مع الاحتلال قبل عقود، وتلك التي طبعت معه مؤخرا، وكأن لسان حالها أصبح يردد "كلنا في التطبيع شرق"...
للحديث عن الإمارات، كشفت شركة التكنولوجيا المالية الإسرائيلية عن زيادة كبيرة في التجارة مع نظيراتها الإماراتية والمغربية، وتحدث رئيس الاحتلال يتسحاق هرتسوغ لأول مرة مع ولي عهدها محمد بن زايد، واحتفل الحاخام ليفي دروشمان فيها بعيد حانوكا، ووقع مدير معهد السلام لاتفاقيات أبراهام روبرت غرينواي، اتفاقية مع مؤسسي مبادرة "شراكة"، الإسرائيلي عاميت درعي والإماراتي ماجد السراح، بحضور جاريد كوشنير.
كما شارك منتخب الشبيبة الإسرائيلي لكرة القدم في أول مباراة مع نظيره الإماراتي بمدينة نتانيا، وزار السفير الإسرائيلي فيها أمير حايك حاكم رأس الخيمة سعود القاسمي، وأعلن ألون أوشفيس المدير العام لوزارة الخارجية أن هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي أحضر معه علم إسرائيل عندما سافر لمحطة الفضاء الدولية في 2019.
عند الحديث عن السعودية، فقد شارك الاحتلال في المملكة بمؤتمر دولي للدفاع السيبراني، والتقى وزيرا الخارجية يائير لابيد والسعودي فيصل بن فرحان، افتراضيا، باستضافة نظيرهما الأمريكي انتوني بلينكين.
في حين زعمت محافل إسرائيلية وجود مساعٍ أميركية لضم إندونيسيا لاتفاقيات التطبيع مع (إسرائيل)، عقب لقاء رئيس مجلس الأمن القومي آيال خولتا بوزير الدفاع الإندونيسي فرابوو سوبيانتو، على هامش مؤتمر في البحرين قبل أسابيع.
وبالتزامن مع إنشاء وزارة الزراعة الإسرائيلية مركزا دوليا في مجال الزراعة الصحراوية بالنقب، بمشاركة مصر والأردن والإمارات والمغرب، فقد كشفت مصر أنها تستهدف زيادة واردات الغاز من الاحتلال إلى 650 مليون قدم مكعب يوميا.
بالذهاب غربا، فقد بدأ المغرب عمله لإنشاء وحدتين لإنتاج الطائرات المسيرة بتقنيات إسرائيلية، وشاركت ملكتا جمال المغرب كوثر بنحليمة، والبحرين منار نديم دياني، في مسابقة ملكة جمال العالم بإيلات، وزارتا مدن الناصرة وحيفا والقدس و(تل أبيب) ويافا، في حين أطلق الملك محمد السادس خطة لترميم مئات المواقع اليهودية، كالكُنُس والمقابر والمواقع التراثية، ودعا وزير خارجية الاحتلال يائير لابيد نظيره المغربي ناصر بوريطة لزيارة فلسطين المحتلة، وأجرت وزيرة الداخلية آييليت شاكيد اتصالات مع المغرب لاستجلاب عاملين لرعاية المسنين.