فلسطين أون لاين

بين الانتهاكات والتهميش.. "النبي صموئيل" سجن كبير مهدد بالتهويد

...
صورة أرشيفية

تواجه قرية النبي صموئيل الفلسطينية المقدسيّة حصار الاحتلال الظالم وسياساته التنكيلية، حتى أصبحت سجنا كبيرا لا يُسمح لساكنيها دخول مدينة القدس أو الضفة الغربية إلّا بتصاريح صادرة عن سلطات الاحتلال وجيشه، بعد عزلها عن محيطها ببناء جدار الفصل العنصري.

الموقع والتاريخ
تقع قرية النبي صموئيل شمالي غرب القدس المحتلة، بجوار موقع أثري يحمل نفس الاسم، وبنيت على قمة تلة حول المسجد والقبر الذي يُنسب إلى النبي صموئيل.

ويتيح موقع القرية في أعلى التلة مراقبة واسعة في جميع الاتجاهات والسيطرة على واحدة من الطرق الرئيسية المؤدية من الساحل إلى القدس، ويعتبر هذا الموقع على مر التاريخ وحتى يومنا هذا موقعا عسكريا استراتيجيا. 

نهب الاحتلال أراضي "النبي صموئيل" المقدرة بآلاف الدونمات إضافة لأماكنها التاريخية، فقد حوّل الطابق السفلي من مسجدها "النبي صموئيل" إلى كنيس يهودي لصلاة المستوطنين.

حتى عام 1967، سكن القرية أكثر من ألف شخص، لكن معظمهم فروا خلال حرب النكسة والتي أطلق عليها حرب "الأيام الستة". 

في عام 1971 تم تدمير القرية من قبل جيش الاحتلال، وإجلاء السكان إلى منطقة قريبة من التلة، إلى الشرق من مركز الموقع، عاد بعضهم إلى القرية رغم تدميرها، ويعيش فيها الآن نحو 250 نسمة.

"حدائق يهودية"
في عام 1995 قامت سلطات الاحتلال بالإعلان عن مناطق واسعة قرب البلدة كحديقة يهودية بادعاء المحافظة على النباتات الفريدة التي تعيش في المنطقة، وبهذا الادعاء تم مصادرة جزء كبير من أراضي القرية.
 
وعززت السيطرة على هذه المساحة رواية الاحتلال التوراتية السياسية، والتي تزوّر حقائق المكان التاريخي ومعالمه، وتحاول إضفاء الصبغة اليهودية بدلاً من الرواية الإسلامية الأصلية.
 
وكانت تبلغ مساحة القرية 3,500 دونم، لم يتبق منها سوى 1,050 دونما فقط، بعد إقامة أربع مستوطنات تجثم على أراضيها، وهي "بسغات، وراموت ألون، ونابي سامويل، وهار شموئيل".

افتقار لمقومات الحياة
تفتقر قرية النبي صموئيل إلى العديد من مقومات الحياة مثل البنى التحتية والمراكز الطبية وسيارة الإسعاف والمحال التجارية التي قد تُساند في احتياجات السكان.

ويمنع الاحتلال السكان من البناء بدون تراخيص، فيما ترفض سلطات الاحتلال منح تراخيص للمواطنين لبناء وتطوير وتوسعة مساكنهم.

وتجري سلطات الاحتلال بين الحين والآخر عمليات هدم للمنشآت التي تُعتبر "غير قانونية" بالنسبة لسلطات الاحتلال.

انتهاكات وذرائع*
وعلقت الناشطة والمعلمة المقدسية نوال بركات على ما جرى من عمليات هدم للبيوت والبركسات في القرية بقولها: "الاحتلال يتذرّع في كل مرة بعملية البناء بدون ترخيص، إلا أنه في الحقيقة لا يمنح تراخيص بناء لسكان النبي صموئيل التي تُعاني من ويلات الاحتلال منذ تهجير سكّانها وهدم منازلها ومصادرة أراضيها ما بعد عام 67."

ولفتت بركات أن التنقل ما بين القرية وأماكن أخرى في الضفة، والقرى المجاورة للنبي صموئيل، صعب جدًا، كون السكان سيمرّون عبر الحاجز العسكري.

وأشارت بركات إلى أن ما يزيد الحياة صعوبة في قرية النبي صموئيل أنه لا يُسمح لأهل القرية بإدخال المواد التموينية الرئيسية عبر الحاجز.

وكانت قد اقتحمت قوات كبيرة من جنود الاحتلال قرية النبي صموئيل أول أمس، وشرعت بعمليات هدم وتفكيك ومصادرة لعدد من المنشآت التي تعود لكل من؛ عيد وفادي بركات.

وأوضحت المصادر المحلية، أن الاحتلال دمّر مرآبًا للسيارات، وأرضًا أشبه بحديقة وصادر محتوياتها، كما صادر بعض الأخشاب والمعدّات في كلا المنشأتين.

كما واقتحمت قوات الاحتلال صباح اليوم البلدة، وهدمت منزلًا يتكون من 3 كرفانات في القرية.
 
يذكر أن قرية النبي صموئيل تضم صرحاً أثرياً تستمد اسمها منه منذ أن أشرقت شمس الحضارة؛ إنه مسجد النبي صموئيل، وتنسب تسمية قرية النبي صموئيل إلى صموئيل" إذ يتوقع أن هذه القرية كانت مسقط رأسه ومقام قبره، وكانت تعرف بالعهد الروماني بقرية "مصفاة"، كما وعُرفت أيضاً "ببرج النواطير".

المصدر / فلسطين أون لاين/حرية نيوز