عدّت حركة حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، استمرار تهديدات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بفرض المزيد من الإجراءات العقابية ضد قطاع غزة "تجاوزًا أخلاقيًّا"، مؤكدتَيْن أن العقوبات لا تؤسس لشراكة سياسية وطنية.
وكانت مصادر فلسطينية كشفت أن عباس يعتزم اتخاذ إجراءات عقابية جديدة ضد قطاع غزة، قد تصل إلى وقف التمويل المالي كليًّا عنه في حال رفض حماس "التمكين الكامل" للسلطة في القطاع.
وقال الناطق باسم حماس فوزي برهوم: "إن تهديدات فريق المقاطعة ورئيسه محمود عباس بفرض عقوبات جديدة على غزة، تجاوز لكل حدود القيم والمبادئ والأخلاق، وتقاطع واضح مع الاحتلال في استهداف شعبنا ومقومات صموده ومقاومته الباسلة".
وأضاف برهوم في تصريح صحفي على صفحته الشخصية بموقع "تويتر": "ارتكاب أي حماقات بحق غزة الثائرة لعب بالنار، وسيكون لها ما بعدها، وستدشن لمرحلة جديدة ستتجاوز حدود تفكيرهم وتخطيطهم".
وشدد على أن "الشعب الفلسطيني الثائر منحهم (السلطة) مساحة كافية من الوقت للتصرف بحكمة ومسئولية لكن يبدو أنهم اختاروا الاصطفاف مع العدو في مواجهة ثورة شعبنا العارمة".
من جانبه، أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ماهر مزهر، رفضه المُطلق لفرض المزيد من الإجراءات العقابية على الشعب الفلسطيني، واصفاً الإجراءات المفروضة بـ"الظالمة والإجرامية".
وقال مزهر لصحيفة "فلسطين": "ننظر بخطورة بالغة للتلويح بالعصا الغليظة تجاه فرض مزيد من العقوبات على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة"، مشيراً إلى أن الأجدر تعزيز صمود الفلسطينيين والتصدي لصفقة ترامب، لا تجويعهم.
وأوضح أن التهديد بالعقوبات لا يعزز قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود، وإنما يرسخ فكرة الانفصال السياسي والوطني بين غزة والضفة الغربية المحتلة.
وبيّن مزهر، أن إجراءات عباس لن تصب في مصلحة المشروع الوطني ولن تؤسس للشراكة السياسية بين الفصائل الفلسطينية، موضحاً أن اللغة التي يتحدث بها عباس لا تليق برئيس للسلطة، "فالأصل أن يقدم لهم العون، لا أن يفرض عليهم سياسة التجويع".
وأضاف: "ما يجري حالياً عمليةُ إذلالٍ مبرمجٍ لكل قطاعات الشعب الفلسطيني"، مطالباً عباس بالتراجع الفوري عنها.
وتابع: "استمرار لغة التهديد تؤدي إلى نهب الوطن والذهاب نحو نفق مظلم"، منبهاً إلى ضرورة تطبيق اتفاقيات المصالحة الموقعة في القاهرة عامي 2011 و 2017، ووقف التنسيق الأمني، بهدف تعزيز المشروع الوطني الفلسطيني ومواجهة الاحتلال.
وحول مستقبل مسيرات العودة في ظل تهديدات عباس، قال مزهر: إن الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة اتخذت قراراً بتوسيع المسيرات واستمرارها حتى تحقيق أهدافها، وأبرزها كسر الحصار المفروض على القطاع.
ووجه رسالة لكل من يراهن على انتهاء مسيرة العودة: "لن تسقط غزة، ولن نرفع الراية البيضاء، وسنبقى مدافعين عن شعبنا".
وطالب مزهر، قيادة السلطة بالاصطفاف إلى جانب الشعب الفلسطيني لمواجهة صفقة القرن وإجراءات الاحتلال، من خلال سحب اعترافها بـ(إسرائيل) وإلغاء اتفاقية أوسلو، والابتعاد عن لغة التهديد.
ومنذ أبريل/ نيسان 2017 يفرض عباس إجراءات عقابية على غزة بزعم إجبار حركة حماس على تسليم القطاع دون أي تفاهمات مسبقة للشراكة السياسية. وشملت تلك العقوبات خصم 50% من رواتب موظفي السلطة، وتقليص الكهرباء والتحويلات الطبية، وإحالة الآلاف إلى التقاعد الإجباري المبكر.