أكد رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في الخارج القائد خالد مشعل، أن الاحتلال الإسرائيلي يلعب بالنار باعتداءاته على المسجد الأقصى، "وسنكويه بها، والمقاومة الفلسطينية قادرة على إفشال مخططاته".
وقال مشعل في كلمة له خلال مؤتمر خلال مشاركته في مؤتمر "لقاء الدعم والإسناد للأقصى ومرابطيه" الذي نظَّمته مؤسسة القدس الدولية والاتحاد العالمي لعلماء فلسطين، اليوم الإثنين، إن العدو الصهيوني حضَّر نفسه لتنفيذ مخططاته وتصعيد عدوانه في المسجد الأقصى، مستغلاً الانشغال العالمي والعربي، ظانًّا أنه قادر على حسم معركة القدس والأقصى، ومعركة المقدَّسات الإسلامية والمسيحية، ومعركة الضفة الغربية.
وأضاف مشعل: "إن هذه اللحظة تاريخية، وهي لحظة الحقيقة بين المخططات الصهيونية وبين مسؤولية الأمة".
وأشار إلى أن الحكومة الصهيونية الحالية هي الأشد تطرفًا في تاريخ الكيان، ومن خلال منظمات الهيكل ومجموعات المستوطنين الذين أصبحوا حاضرين في الكنيست والحكومة وكل مفاصل الكيان يفرضون أجندتهم على الجميع، وعزَّزوا ذلك بالتطبيع، واستعدوا فيما يعرف باتفاقات "أبراهام" واستخدموها غطاءً لمخططاتهم في الأقصى.
اقرأ أيضًا: 26 عامًا على محاولة "الموساد" الفاشلة اغتيال القائد خالد مشعل
وأوضح مشعل أن "اتفاقات أبراهام" تنظر للأقصى على أنه ساحة مفتوحة للجميع، وأعطت حقًا للمستوطنين باقتحامه، واختزلت المسجد الأقصى في المسجد القبلي، لافتًا إلى أن هذه الحكومة تستغل انشغال العالم في صراعاته وانشغال الوضع العربي الدامي بجراحه النازفة وانشغاله بهمومه، لتصعيد العدوان في الأقصى ومحاولة فرض مخططاتها في القدس.
وأضاف: "مجموعة سموتريتش وبن غفير ونتنياهو تسعى لحسم معركة الضفة، ليس بزرعها بالمستوطنات فحسب، بل بالعمل على تهجير سكان الضفة، وهذه لحظة صعبة، ويريدون حسم معركة القدس بإحكام السيطرة السياسية والدينية عليها".
وأكد مشعل أنه لا يقابل التحدي إلا بالتحدي، ولا تقابل القوة إلا بالقوة، مبينًا أن العدو كان يحضّر نفسه لمعركة مكررة مع غزة، لكن بالمقاومة العظيمة التي ترعاها غرفة المقاومة المشتركة، فاجأ شعبنا الاحتلال بنقل بؤرة الصراع إلى كل مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية.
ونوَّه بأن المد الثوري المقاوم أصبح أكبر من أن تحتويه سياسات حكومة الاحتلال المتطرفة، لافتًا إلى أن شعبنا في الداخل يفاجئ الاحتلال بعمليات المواجهة، كما أن شعبنا في الشتات سيظل حاضرًا في كل الساحات والميادين وملاحقة الاحتلال في كل المنابر.
التطبيع مع الاحتلال
ولفت مشعل إلى أن التطبيع مع العدو سمح للاحتلال باقتحام الأقصى، مشددًا على أن الحرب الدينية التي يفرضها الاحتلال لن تمر، وسيبقى شعبنا الحصن المنيع لحماية القدس والأقصى.
ونوَّه بأن التحدي الفلسطيني كان على مستوى المسؤولية والرهان بفضل الله، واليوم المعركة عنوانها المسجد الأقصى، لكن العدو لم يكتفِ بذلك، وصعد معركته مع الأسرى وإحكام الإغلاقات والحصار على غزة، و تدنيس كل المقدَّسات الإسلامية والمسيحية.
وأكد أن شعبنا لن ينكسر، قائلاً: "العدو يلعب بالنار، ونحن سنكويه بالنار، والمقاومة كفيلة بإفشال مخطَّطات الاحتلال، ومن قبل أفشلنا مخطَّطاته في الأقصى، وهذه معركة الأمة والضمير والإنسانية ومعركة العقيدة، وغزة اليوم تشاغل العدو مرة بمعركة سيف القدس وعلى الحدود بمشاركة أبناء شعبنا".
ودعا مشعل أبناء الشعب الفلسطيني إلى المسارعة في الرباط حول الأقصى لمواجهة مخططات تهويده، منبهًا بأنه لا بد من تصعيد الرد الإسلامي والعربي والشعبي في مختلف الميادين نصرة للأقصى.
وطالب مشعل الدول العربية والإسلامية بالتوقف عن خطيئة التطبيع مع الاحتلال، معتبرًا أنه ليس خدمة للشعب الفلسطيني، بل طعنة في ظهر القضية.
وقال للدول: "التطبيع خطر على اقتصادكم وأمنكم القومي وسيادتكم، وهذا عدو يريد بكم سوءًا كما يريد بنا سوءًا، ولا يبالي حتى بحلفائه بالغرب، فكيف بالذين يطبّعون معه ويعتبرهم جسرًا لاختراق المنطقة وغطاء لجرائمه ضد شعبنا".
استراتيجية واحدة
ودعا رئيس الحركة في الخارج إلى مزيد من التنسيق بين المؤسسات والهيئات العاملة من أجل القدس، وتشكيل استراتيجية واحدة فاعلة في مواجهة العدوان الصهيوني.
وكما دعا علماء الأمة إلى استصدار فتوى بوجوب استنقاذ القدس والأقصى وحمايته من التدنيس والاقتحام والهدم وتغيير معالمه، وإصدار فتوى بوجوب القتال من أجل حماية القدس والأقصى.
وأضاف مشعل: "القتال حماية للقدس واستنقاذًا للأقصى واجب على كل عربي ومسلم، والعدو يلعب بالخطوط الحمر، ويزيد من عدوانه، فمن حقنا أن نتجاوز كل السقوف، وبالنضال والمقاومة الفلسطينية سنفعل كل ما نستطيع، والفعل الفلسطيني والعربي والإسلامي والإنساني سيحسم الصراع لصالحنا".
وفي شأن أحداث مخيم عين الحلوة، أشاد رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل، بالجهود اللبنانية التي أسهمت في استعادة الهدوء في مخيم عين الحلوة، وأكد أهمية عدم تشتيت الجهود الفلسطينية عن القضية الفلسطينية الأساسية.
وقال: "إن الأحداث في لبنان والتوترات غير المبررة التي شهدتها مخيم عين الحلوة تشغل الجهد الفلسطيني عن معركته الحقيقية في فلسطين، وأن هذا النزيف غير المرغوب فيه يشتت الجهد والتركيز.
الحكومة اللبنانية
وشكر مشعل رئيس الحكومة اللبنانية ورئيس البرلمان والقوى الأمنية والشخصيات الفلسطينية التي ساهمت في استعادة الهدوء في مخيم الحلوة، معربًا عن تمنياته لمواصلة الجهود لإعادة بناء المخيم واستعادة الحياة الطبيعية وعودة النازحين إليه.
وأكد أن الفلسطينيين في لبنان يعتبرون أنفسهم ضيوفًا على هذا البلد، وأن همومهم الرئيسة هي قضيتهم في فلسطين، معبرًا عن احترامه للسياسة والأمان والاستقرار في لبنان.
وختم مشعل كلمته بتأكيده أنهم يعملون جاهدين من أجل قضيتهم الوطنية الفلسطينية، وأنهم ليسوا معنيين بالتفاصيل اللبنانية والشؤون الداخلية للبلاد.