يوافق اليوم الإثنين، 25 سبتمبر/ أيلول، الذكرى الـ26 على محاولة جهاز مخابرات الاحتلال "الموساد" الفاشلة لاغتيال القائد في حركة "حماس" خالد مشعل.
ففي مثل هذا اليوم عام 1997، استهدف الموساد، وبتوجيهات مباشرة من رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشعل، من خلال 10 عناصر من جهاز الموساد، دخلت إلى الأردن بجوازات سفر كندية مزورة، وتم حقنه بمادة سامة في أثناء سيره في شارع وصفي التل في عمّان.
واكتشفت السلطات الأردنية، بالتعاون مع مرافقي مشعل، محاولة الاغتيال، وألقت القبض على اثنين من عناصر الموساد المتورطين في العملية.
أزمة دبلوماسية
وخشية نشوب أزمة دبلوماسية مع الأردن، رضخت (إسرائيل) لطلبي العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال، الذي اشترط إحضار العلاج القادر على مكافحة السم داخل جسد "مشعل"، والإفراج عن مؤسس حركة "حماس" الشيخ أحمد ياسين، الذي كان محكومًا عليه بالسجن مدى الحياة، مقابل إطلاق سراح عميلي الموساد الذين تمَّ القبض عليهما، وهو ما تمَّ بالفعل.
اقرأ أيضًا: مشعل: جريمة الاغتيال ستلقى الرد الحازم من قوى المقاومة
كان تهديد الملك الأردني بإعدام عميلي الموساد المحتجزين في عمان إذا مات مشعل حقيقيًا، وقد كانت خطة الموساد تقضي برشه بسم قاتل، ما قد يتسبَّب في وفاته في وقت قصير من دون ترك أي علامات مشبوهة.
ومن أجل إخفاء الرش المميت، كان من المفترض أن يفتح عملاء الموساد بجانبه علبة شراب غير مفتوحة، حتى لا يشك في السائل الذي انسكب عليه، قبل أيام قليلة من العملية، قام فريق مراقبة من الموساد بتعقبه في عمان ورسم طريقه المعتاد من المنزل إلى المكتب.
يوم الاغتيال
في يوم الاغتيال، اقترب منه اثنان من عملاء الموساد ومعهما علبة شراب وحقنة مسمومة، وحينما توقفت سيارة نزل منها مشعل وبدأ في المشي، ولكن بعد ذلك نزلت ابنته الصغيرة بشكل غير متوقع من السيارة، لم يلاحظها العملاء ولكن ذلك جعل مشعل يدير رأسه، ففي هذه المرحلة تمَّ رش السم وأدرك مشعل على الفور أن هذه كانت محاولة اغتيال.
يقول: "شعرت بصدمة كهربائية قوية بالقرب من أذني"، هكذا وصف لحظة الارتطام، عند هذه النقطة، بدأت الضجة، فركض مشعل نحو سيارته.
لاحظ فلسطيني عابر الضجة وبدأ في تتبع سيارة الهروب التي استقلها فريق الموساد عندما ترك العملاء سيارتهم، بدأ في مواجهتهم وأصيب.
فيما بعد تمَّ استدعاء الشرطة الأردنية إلى مكان الحادث، وتم اعتقال رجلي الموساد ونقلهما إلى مركز للشرطة في قلب عمان.
في التحقيق الأولي، قال المقاتلون إنهم مواطنون كنديون وتمَّ استدعاء القنصل الكندي إلى مكان الحادث.
ليسوا كنديين
وبعد أن تحدث القنصل معهم بضع دقائق، خرج وقال بشكل قاطع: "إنهم ليسوا مواطنين كنديين".
بعد وقت قصير، كان على (إسرائيل) الاعتراف بأن هؤلاء كانوا من عملاء الموساد الذين عملوا على الأراضي الأردنية للقضاء على مشعل.
وتحدث رئيس الموساد في ذلك الوقت، داني ياتوم، مع الملك الغاضب الذي قال له صراحة: "إذا مات مشعل فسيحكم على العميلين بالإعدام".
لم تتوقف تداعيات محاولة جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) "الفاشلة" اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" آنذاك، مشعل، في العاصمة الأردنية عمان، إذ يبرز الحديث عن أول "صفقة تبادل للأسرى"، فضلًا عن "الفشل والرضوخ الإسرائيلي".
ومنذ ذلك الوقت اعتبرت دولة الاحتلال أنها في ثأر مع مشعل، الذي شكَّلت محاولة اغتياله الفاشلة إهانة قاسية لجهاز الموساد، ورئاسة الحكومة، وسياستها الخارجية، ودائمًا ما دأبت الأوساط الأمنية والعسكرية، مرورًا بالمحافل البحثية والصحفية، على اعتبار الرجل ندّاً عنيداً وعدوًا لدودًا لدولة الاحتلال، وتوجه جام غضبها للمؤسسة السياسية على قرارها الأرعن، وللمنظومة الاستخبارية التي فشلت في تنفيذ عملية اغتيال "نظيفة"