يواجه أهالي تجمع فلسطيني شرق مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، اعتداءات متواصلة من المستوطنين القاطنين في مستوطنة "معالي مخماس"، المتاخمة لمكان سكنهم بفارق يقدر بقرابة 2 كيلومتر.
وبرزت أحدث هذه الاعتداءات مساء أول من أمس، حينما تجمع نحو 50 مستوطنًا مسلحًا على مقربة من التجمع قبل أن يهاجموا بعض السكان من بدو عرب الكعابنة والمليحات بطريقة وحشية، ومنهم نساء وأطفال، مما أسفر عن إصابة خمسة بجروح متفاوتة.
ويضم تجمع عرب الكعابنة والمليحات قرابة 600 نسمة يعيشون في مساحة مقدارها 70 دونمًا.
اقرأ أيضا: تقرير "وادي السيق".. تجمع بدوي يواجه خطر التهجير القسري
وأشار حسن مليحات؛ ناشط محلي ومقيم في المنطقة، إلى أن هجمات المستوطنين تحدث بانتظام وتستهدف سكان التجمع العُزل.
وأكد مليحات لصحيفة "فلسطين" أن شرطة الاحتلال تتواطأ مع المستوطنين، إذ حضرت إلى المكان بعد نحو ساعة من الاعتداء على السكان ومحاولة هدم خيامهم، ووفرت الحماية للمعتدين قبل أن تنسحب من المكان، وكأنَّ شيئًا لم يحدث.
وأضاف أن المستوطنين أغلقوا الطرق المؤدية إلى التجمع، وبدؤوا يمارسون البلطجة ويمنعون الأهالي من الوصول إلى منازلهم وأراضيهم في محاولة منهم لدفع السكان إلى الرحيل منها قسرا، والاستيلاء عليها، لتوسعة مستوطنة "معالي مخماس".
أساليب اقتلاع
وأردف أن سكان التجمع يواجهون يوميًا أساليب اقتلاع ممنهجة من أراضيهم التي يقيمون فيها منذ سبعينيات القرن الماضي، لمصلحة التوسع الاستيطاني.
وفي أثناء الاعتداء الأخير، كان محمد كعابنة، يحاول جاهدًا الوصول إلى المنطقة والاطمئنان على أوضاع أقاربه الذين تعرضوا لهجمات المستوطنين.
وقال كعابنة لـ"فلسطين": إن المستوطنين يفرضون حصارًا مشددًا على سكان التجمع، ويمنعون أي مواطن من الوصول إليه، عادّا ذلك مقدمة لإخلاء المكان والاستيلاء عليه وضمه إلى المستوطنة.
اقرأ أيضا: الاحتلال يخطر بهدم 23 منزلا في تجمع بدوي قرب القدس
وبالرغم من وحشية الاعتداءات التي تتعرض لها العائلات على أيدي المستوطنين، يؤكد كعابنة أنهم متمسكون بأرضهم، وبعدم التخلي عنها أو الانتقال منها، لكنهم يطالبون الكل الفلسطيني بالوقوف إلى جانبهم وتثبيت صمودهم على الأرض والوقوف في وجه الاحتلال ومستوطنيه لإفشال مخططاتهم العنصرية.
حكومة يمينية
بينما حذر الناشط في اللجان الزراعية الفلسطينية طارق عثمان من إخلاء تجمع بدو عرب الكعابنة والمليحات قسرا، منوها إلى أن ذلك سيكون مقدمة لإخلاء بقية التجمعات البدوية المحيطة في المكان.
وقال عثمان لـ"فلسطين" إن اعتداءات المستوطنين على القرى الفلسطينية زادت بوتيرة كبيرة جدًا في ظل حكومة يمينية متطرفة تدعم الإرهاب، حتى أصبح الوضع لا يطاق، داعيا الحكومة في رام الله لدعم صمود البدو في مختلف أماكن وجودهم، وتنظيم زيارات مستمرة لهم، والاستماع إلى قضاياهم وهمومهم والعمل على حلها.
وحث المؤسسات الإعلامية لتوعية المواطنين بتسليط الضوء على معاناتهم لدعم تواجدهم في أراضيهم.
وبالعموم، يشن قطعان المستوطنين بشكل شبه يومي اعتداءات على القرى والتجمعات البدوية الفلسطينية المحيطة بالمستوطنات في محاولة لدفع سكانها إلى الرحيل عن أرضهم قسرا، لصالح التوسع الاستيطاني.