فلسطين أون لاين

بمعدل 99.7 في الفرع العلمي

تقرير "فرح" تقتفي أثر أشقّائها وتحقق التفوق بلقب الأولى على فلسطين

...
الطالبة فرح سالم
غزة/ أميرة غطاس:

يعمّ الانتظار جو منزل الطالبة فرح سالم، وتتسابق الثواني ببطء شديد، وفجأة يرن هاتف أخيها، تجمد الوقت وتوقفت أصوات العالم من حولها، في حين تدور أفكارها بسرعة في تلك اللحظة.

بالزغاريد وسجدات الشكر غمرت مشاعر الفرحة منزل فرح التي حصلت على معدل 99.7 في الفرع العملي وبترتيب الأولى مكرر على مستوى فلسطين.

انبعث الفرح من داخلها واتسعت عيناها بسعادة لا توصف، مسترجعةً شريط عامٍ كامل، بتفاصيله الحلوة تارة والمرة تارة أخرى، لتهمس من بين شفتيها: فعلتها يا أمي!

تقول وعلامات السعادة تتلألأ على وجهها: "أعيش اليوم أسعد لحظات حياتي، توقعت نتيجتي هذه، فكنت أنتهي من الاختبار وأنا واثقة مما قدمت وعازمة على تحقيق هدفي الذي وضعته نصب عيني منذ بداية العام".

وتؤكد أن حصولها على التفوق ليس بذكائها، بل بتوفيق الله وفضله أولًا وآخرًا، ولا أنسى جهود والديّ اللذين وفرا لي كل سبل الراحة وبذلا من أجلي كثيرًا من وقتهما، إضافة إلى الطاقم التدريسي في مدرستي مدرسة عرفات للموهوبين الواقعة غرب مدينة غزة.

وتضيف: "لقد كان لهم الدور الكبير في مساندتي وتشجيعي في الأوقات الصعبة، فإن كنت سأهدي نجاحي لأحد فسيكون لوالديّ وإخوتي وطاقم مدرستي جميعًا".

أمر خارق

وتشير إلى أن توجيهي عام "عادي" يحتاج إلى اجتهاد وجد، فالنجاح لا يأتي فجأة، وعلى الرغم من أن الكثيرين يرونه صعبًا ومُرهقًا، فإنه بالتأكيد ليس بالأمر الخارق، فباستعداد جيد وجدول زمني منظم، يستطيع الطلاب تحقيق أهدافهم وتجاوز هذه المرحلة الحاسمة.

اقرأ أيضاً: "التوائم الخمسة" والثانوية العامة.. فرحة عائلة شبير تطل بعد سنين من الحرمان

وتهنئ كل من اجتهد ونجح فهذه "خطوة أولى للنجاح ومواصلة المسيرة في خدمة وطنهم" موجهة رسالتها إلى كل من لم يحالفه الحظ أن توجيهي ليس نهاية الدنيا بل هو أول المطاف" داعيةً إياه لأن يجتهد ويحاول مرارًا وتكرارًا "فالعثرات ما هي إلا طريق إلى النجاح".

وانشغلت فرح باستقبال التهاني والتبريكات من أصدقائها وأقاربها، إذ يضجّ منزلها بأصوات أناشيد النجاح التي كانت تقطعها أصوات الزغاريد، وزينة معلقة على جدران البيت وأعمدته، لتفرض فرح أجواء الفرح على منزلها وليكون له من اسمها نصيب.

دق الطبول

وقطع اللقاء دق طبول جيء به خصوصًا لهذه المناسبة، لتنتشي معه قلوب عائلتها ابتهاجًا وفرحًا بتفوقها الذي ليس كأي تفوق عابر.

ورغم توقعاتها بالحصول على هذا المعدل، إلا أنه "لا سبيل إلى عدم الخوف أو التوتر الذي رافقني خلال فترة الإجازة وقبيل إعلان النتائج التي أصبحت طويلة بالانتظار في حالة من الاضطراب والترقب".

وعن تفاصيل دراستها، تقول: "دراستي كانت اعتماد على مدرساتي إلى جانب جهدي الشخصي ومراجعتي اليومية لما آخذه في المدرسة، وكنت لا أسمح لنفسي بمراكمة أي دراسة فلا ينتهي اليوم إلا وأكون قد راجعت ما شرحته المعلمة".

ومرّت فرح بصعوبات كانت تحاول تخطيها، وأبرزها العدوان الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة في مايو/ أيار الماضي، وما صحبه من أجواء مرعبة للطالب، إضافة إلى حجم الترقب من الأشخاص وتوقعاتهم لفرح بنتيجة عالية.

لكنها تخطت ذلك بالانشغال بهدفها الذي وضعته نصب عينيها منذ أول يوم في العام، إضافة إلى أنها "آخر العنقود" ولم يبخل عليها أحد من إخوتها بالنصائح والتجارب التي خاضوها.

أم علي، والدة فرح، تعبر عن فرحتها العارمة بتوفق ابنتها وحصولها على المركز الأول في الفرع العلمي، حيث توقعت أن تكون الأولى على فلسطين، وأن تنتزع هذا اللقب بجدارة كما عودتهم.

وتؤكد الوالدة أن ابنتها كانت من المتفوقات في جميع مراحلها وكانت الأولى على مدرستها دائمًا، وهذا ما كان يدفعها للاطمئنان بأنها ستكون الأولى بإذن الله.

وتقول لـ "فلسطين": لم يتوقف لساني عن اللهج بالدعاء لها بأن يكرمها الله بمعدل يرفع رأسي ورأس والدها هذا العام ككل عام".

ختامها مسك

تكمل: "عندي ستة من الأبناء، ثلاثة منهم يدرسون الطب، وواحدة درست تخصص الرياضيات، والخامس درس هندسة، وها هي فرح تختمها بالمسك ولن أجبرها على أي تخصص".

وتختم: "الحمد لله الذي أكرمنا بالنجاح، وكل الشكر لله عز وجل، ففرح وهي اسم على مسمى تدخل الفرحة على قلب كل فلسطين وترفع اسم دولتها عاليًا".

وهنّأ والد فرح ابنته بهذا التميز، وأهداه إلى كل أبناء الشعب الفلسطيني، وكل ولي أمر قطف ثمار تعبه مع ابنه أو ابنته في هذا اليوم المشهود.