وجدت ربا الضمور نفسها أمام كمٍ كبيرٍ من المعلومات التي لم تكن تعرفها عن المسجد الأقصى المبارك بالرغم من تنشئتها الأسرية التي تولي اهتمامًا كبيرًا للقدس ومكانتها الدينية، لكنّ عددًا من الحقائق عن جغرافيا المكان ومساحته جعلتها تهتم بنقل ما تعلمته في مشروع "الأقصى كل السور" للأجيال الجديدة قدر استطاعتها.
شغف بالأقصى
وبالرغم من أن دورة "علوم بيت المقدس" متاحة لكل المعلمين بالأردن كمتطلب للترقية في الوظيفة لكنها أصبحت "شغفاً" بالنسبة لمعلمة التربية الإسلامية الضمور، فالمعلومات التي حصلت عليها جعلتها راغبة في المزيد من المعرفة عن المسجد الأقصى، فالتحقت بدورة "رواد الأقصى كل السور" الموسعة التي تضم عدد ساعات أكبر من سابقتها وتحمل في طياتها معلومات أكثر توسعًا.
اليوم أصبحت الضمور مدربة في مجال المعارف المقدسية، إذ تحاضر في ورش العمل التي ينظمها "ملتقى القدس الثقافي" في محافظتها "الكرك"، "استفاد من الدورة أعداد كبيرة من الزملاء والزميلات من المعلمين والمشرفين ورؤساء الأقسام".
وتلفت في حديثها لـصحيفة "فلسطين" إلى أنه مطلوبٌ من كل مدرس استفاد من تلك الدورات "نقل الأثر" بمعنى نقل كل ما استفاد منه من التدريب للطلاب، بأساليب تربوية متنوعة في الحصص الدراسية".
وتذكر أنها توعي الطلبة بحدود المسجد الأقصى الحقيقية والتحديات التي يتعرض لها، "فالمعارف الآن متاحة أكثر للطلبة لتخريج أجيال تعي ما يدور في المسجد الأقصى والقدس التي هي قضيتنا الرئيسية كمسلمين، نستغل كل حصص الفراغ وحتى أن كثيرًا من زميلاتي يستدعونني للمحاضرة لطلابهن بخصوص المسجد المبارك".
ثقل الرسالة
وتلمس الضمور تفاعلًا كبيرًا من الطلبة المهتمين بمعرفة ما يدور في أروقة المسجد الأقصى، "فقد نجحنا في جعل رسالة الأقصى تصل لآلاف الطلبة الصغار، فأنبهر بتفاعلهم وتسابقهم لمعرفة ما يدور في المسجد، وما يتعرض له من اعتداءات وحفريات من الاحتلال الإسرائيلي".
ولا تقتصر المعلومات التي تنقلها الضمور على المقدسات الإسلامية في القدس بل تشمل الأماكن المسيحية الدينية والاعتداءات التي تتعرض لها القدس لجميع العرب مسلمين ومسيحيين، "وهذا يجذب لنا جميع فئات الشعب الأردني سواء مسلمين أو مسيحيين، إذ يهتمون بمعرفة ما يدور في القدس المحتلة".
وتشعر الضمور بثقل الرسالة الملقاة على عاتقها بعد المعلومات التي حصلت عليها في هذا المجال، "فكل عمل لا ينبني على تشكيل الوعي المجتمعي يكون ناقصًا، والبيئة هنا في الأردن متاحة للعمل في التوعية بالمعارف المقدسية خاصة في ظل "الوصاية الهاشمية" على المقدسات في المدينة المحتلة".
المكان والمكان
فمنذ عام 2016 م يعقد ملتقى القدس الثقافي بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم الأردنية دورات "الأقصى كل السور" للمدرسين في الأردن بهدف تعريفهم بأن المسجد الأقصى ليس فقط قبة الصخرة أو المسجد القبلي بل يمتد على مساحة 144 دونمًا، وفق ما يبين مديره أحمد الشيوخي.
و"التعريف بمكانة المسجد الأقصى المبارك الدينية وواقعه والأخطار التي تحيق به من التقسيم والمكاني والتهويد هو في صلب هذا البرنامج التدريبي"، يضيف.
ويولي البرنامج عناية خاصة لعلاقة الأردن كدولة بالمسجد الأقصى المبارك والوصاية الهاشمية عليه ودورها في إعماره، "نهدف لأنْ ينقل المتدربون لدينا ما استفادوه من البرنامج لطلابهم عبر إبداعهم في أنشطة ومبادرات عن المسجد الأقصى المبارك إذ خضع للتدريب قرابة 20 ألف معلم حتى اللحظة".
ويشير الشيوخي إلى أن البرنامج يحتوي على دورتين، الأولى دورة المستوى العام وهي أول محطات البرنامج التدريبي لعلوم بيت المقدس وتعقد أكثر من مرة في العام، أما دورة المستوى المتقدم فتنقل المتدربين إلى مستوى معرفي جديد، إذ يُتوسع في دراسة محاور علوم بيت المقدس، عبر استضافة خبراء ومختصين في كل محور".
تدريب عملي
ويمضي بالقول لـ “فلسطين": "بعد اكتمال حوالي 60 ساعة تدريبية يقدم المشاركون امتحان المستوى المتقدم، الذي باجتيازه يمكنهم متابعة محطات البرنامج التدريبي لعلوم بيت المقدس، إذ يصبحون من رواد برنامج "الأقصى كل السور".
وينبه إلى أن البرنامج يستهدف المدرسة لكونها الحاضنة التربوية الأهم، ويسعى المشروع للوصول إلى حاجز 30 ألف معلم في الأشهر القادمة.
تدريب من شقين
أما المدرب في البرنامج أحمد أبو عاشور فبين في تصريحات صحفية سابقة أن البرنامج يتضمن شقًا نظريًا حول المفاهيم المتعلقة بمدينة القدس وتاريخها، والمخاطر التي تهدد المسجد والمدينة، إضافة إلى بحوث تتعلق بالقدس والفن الإسلامي والوصاية على المسجد، والمنهجية العلمية والبحث العلمي.
ويضيف: "أما الشق الآخر يتضمن مهارات تأهيل المدربين ليكونوا قادرين على التدريب أو إنجاز المبادرات، كما يحوي تدريبًا عمليًا يهدف إلى التخطيط لربط مواد المنهاج المدرسي بمواضيع ورشات "الأقصى كل السور"؛ ما يضمن نقل أثر التدريب للطلبة في المؤسسة المدرسية".