دعا رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث الشيخ ناجح بكيرات، إلى تحرّك عاجل لإنقاذ المسجد الأقصى المبارك من المخاطر المحدقة به، في ظل سياسات حكومة الاحتلال المتطرّفة بقيادة بنيامين نتنياهو.
وأوضح بكيرات في تصريح صحفي أنّ المخاطر التي تهدّد الأقصى والقدس تتخلص في ثلاثة مسارات؛ أولها تجنيد الاحتلال لقواه السياسية والعسكرية والأمنية من أجل تحقيق "حلم الحركة الصهيونية"، بتحويل مدينة القدس والأقصى إلى "تراث يهودي بحت".
وشدّد على أنّ هذا الحلم لن يتحقق إلا في ظل حكومة صهيونية يمينية، مشيرًا إلى أنّ الحكومة الحالية تعمل على هذا العلم، لا سيّما أنها تحمل سياسات تستهدف بشكل مباشر تغيير الواقع التاريخي والديني والحضاري بالأقصى.
ولفت بكيرات إلى أنّ المسار الثاني يتعلق بتغيير وتزييف الرواية الفلسطينية والهوية الإسلامية للمسجد الأقصى والقدس وكامل التراب الفلسطيني، منوهًا إلى أنّ هناك أكثر من 3700 اسم معلم فلسطيني تم تغييره من الاحتلال.
وذكر أنّ الاحتلال يحاول تغيير مسمّيات عديدة منها المسجد الأقصى إلى "مجمع الأقصى"، مضيفاً أن الحفريات المتواصلة التي تنفذ أسفل القدس، تنخر بالبلدة القديمة منذ عام 1967.
اقرأ أيضا: باحث مقدسي يُحذّر: نمرُّ بمرحلة مروعة من التنكيل بالأقصى والمقدسيين
وشدّد بكيرات على أنّ الاحتلال يحاول إزالة كل المعالم الإسلامية في القدس، لإيجاد صورة تعبر عنه وحتى يعرف أنّ هذه المدينة يهودية، إلى جانب تغيير أسماء أكثر من 1700 اسم في القدس لوحدها.
ونوّه إلى أنّ هذه الممارسات زادت المخاطر التي تهدّد الأقصى، وجعلته محاصرًا ومحاطًا بالأسلاك الشائكة، ولا يستطيع أيّ شخص الدخول إلى المسجد إلا بعد التفتيش ومراقبة تحركاته.
وتحدّث عن المسار الثالث الذي يقع ضمن دائرة المخاطر التي تهدّد الأقصى، والمتمثل في تخطيط الاحتلال منذ فترة بعيدة لإنهاء دور الأوقاف الإسلامية والوصاية الأردنية، مشيرًا إلى وجود شواهد كثيرة على ذلك، منها منع ترميم الأقصى والاعتداء على حراسه.
وبيّن بكيرات أنّ الاحتلال يسعى لتحقيق السيادة الإدارية الكاملة على القدس والأقصى، وليس الأمنية فحسب، مؤكدًا أنه لا يريد فقط شلّ المسجد بحيث يتهاوى ولا تكون فيه خدمات، وإنما يريد شلّ حركة القدوم إلى المسجد الأقصى، بحيث إنّ القادم إليه لا يجد أيّ خدمة.
وقال إنّ "كل تلك المخاطر خطيرة، لكن ما يزيد القلق حولها أنها تحت مظلة حكومة يمينة متطرّفة"، مشدّدًا على أنّ مسؤولية حماية المسجد الأقصى المبارك مما يتهدّده من مخاطر، تقع على عاتق الفلسطينيين وأبناء الأمتين العربية والإسلامية.
وطالب بكيرات بتوحيد شعبنا واستجماع جميع قواه البشرية والعقلية والمادية، نحو مقارعة الاحتلال، داعيًا إلى توحيد الرؤية العربية والإسلامية وصياغتها في قالب تحرري، من أجل مشروع تحرير المسجد الأقصى من دنس الاحتلال.