فلسطين أون لاين

تقرير مسؤولان لـ "فلسطين": يجب التصدي لقرار تهجير الفلسطينيين عربيًا ودوليًا

...
غزة/ نور الدين صالح:

أكد مسؤولان ضرورة التصدي لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي يدعو إلى السيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه، على مختلف الأصعدة العربية والدولية والإقليمية، واعتبرا أن هذه التصريحات "خطيرة وغير مسبوقة".

وكان ترمب قد أدلى بتصريحات حول مقترح يقضي بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة بعد إفراغه من سكانه الفلسطينيين وتهجيرهم إلى دول أخرى، حيث لاقى هذا المقترح رفضًا فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا وإقليميًا.

وشدد المسؤولان على ضرورة "مواجهة مقترح ترمب ورفضه بشكل قاطع، وعدم الرضوخ للابتزاز والتهديدات الأمريكية، لا سيما من قبل مصر والأردن".

لا تنطلي الألاعيب

قال الدبلوماسي والسفير الفلسطيني الأسبق ربحي حلوم، إن الشعوب العربية والإسلامية لم تعد تنطلي عليها ألاعيب وأحاديث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حول تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، مشيرًا إلى وجود بعض المواقف العربية الشاذة التي تلهث خلف مصالحها في المنطقة.

وأضاف حلوم لصحيفة "فلسطين": "بدأت الشعوب تنهض وتصحو من غفلتها، ولم يعد لمثل الأرعن ترمب مكان بين شعوبنا، وقد يستطيعون أن يجدوا بعض العملاء لهم، لكنهم لن يقرروا باسم شعوبنا العربية، بل باسم مصالح من يحكمونهم ويتولون وصاية الأمر عليهم، لكن شعبنا الفلسطيني لن يكون من بين هؤلاء".

وبيّن أن هناك مواقف عربية رسمية وشعبية رافضة لدعوات ترمب التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين واقتلاعهم من أرضهم في قطاع غزة والضفة الغربية.

وشدد على أن "الشرق الأوسط بعيد عن منال ترمب ونتنياهو، والشعوب العربية تدرك كيف تضع أرجلها في هذا العالم الذي يتخبط تحت أمرة مثل هؤلاء".

واعتبر إعلان ترامب عن تهجير الفلسطينيين في هذا التوقيت "رضوخًا للإرادة الصهيونية ونتنياهو المتغطرس"، لافتًا إلى أنه كان يظن أنهم قادرون على فرض الأوامر على الشعوب العربية، لكن ذلك لم يحصل.

وطالب حلوم جميع الأجهزة الإعلامية بتوعية الأمة ومتابعة كل ما يتهددها من مخاطر، مثل دعوات ترمب وحاضنته الصهيونية، مشددًا: "آن الأوان أن تقول المستويات العربية الرسمية والشعبية كلمتها بأن ترامب ونتنياهو لا يقرران مصيرها ومستقبلها".

صعوبة التطبيق

من جانبه، رأى الباحث في الشأن الأمريكي وشؤون الشرق الأوسط توفيق طعمة، أن تطبيق المقترح الأمريكي أمر في غاية الصعوبة، بسبب عدة عوامل، أهمها الرفض الفلسطيني، بالإضافة إلى موقف دول المنطقة، ومنها مصر والأردن اللتان رفضتا استقبال الفلسطينيين.

وأوضح طعمة لـ "فلسطين" أن المقترح لاقى رفضًا عربيًا ودوليًا، حتى من حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، ما يجعل تطبيقه مستحيلًا، مؤكدًا ضرورة أن تكون المواقف العربية الرسمية واضحة وحاسمة.

وعبّر عن أمله في أن تستطيع مصر والأردن مواجهة مخططات ترمب ورفضها رفضًا قاطعًا، وعدم الرضوخ للابتزاز والتهديد الأمريكي، خصوصًا في مسألة تقديم المساعدات.

ودعا الشعوب العربية والإسلامية إلى اتخاذ موقف حازم من خلال الخروج في مسيرات ضخمة، تعبيرًا عن الرفض القاطع لمخطط ترمب.

وجدد طعمة تأكيده أن تصريحات ترمب "خطيرة وغير مسبوقة في الدبلوماسية الأمريكية التقليدية"، لافتًا إلى أن حديثه يعكس خطة صهيونية أمريكية استعمارية، مؤكدًا أن "خطة تهجير الشعب الفلسطيني ليست جديدة".

وأشار إلى أن كل الحروب التي شنتها (إسرائيل) ضد قطاع غزة في السنوات الأخيرة كانت تهدف إلى التهجير، ومن بينها حرب الإبادة الأخيرة.

ولم يُخفِ أن هناك تقاعسًا وتخاذلًا عربيًا، خاصة في ظل الانقسام الفلسطيني، معتبرًا أن هذه العوامل شجّعت (إسرائيل) على التمادي في عدوانها على الشعب الفلسطيني.

المصدر / فلسطين أون لاين