أفرجت شرطة الاحتلال، اليوم الثلاثاء، عن صاحبي مكتبة فلسطينية في في شارع صلاح الدين بمدينة القدس المحتلة، بعد اعتقالهما الأحد الماضي؛ بذريعة "الإخلال بالنظام".
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد استولت، أمس الاثنين، على مجموعة كتب، واعتقلت الشقيقين أحمد ومحمود منى، بذريعة “الإخلال بالنظام العام وبيع كتب تحريضية”، من بينها كتاب تلوين للأطفال بعنوان “من النهر إلى البحر”.
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، الاثنين، أن الشرطة الإسرائيلية داهمت فرعي المكتبة بالقدس الشرقية الأحد وصادرت كتبا منهما، واعتقلت صاحبيهما بتهمة بيع منشورات تتضمن "تحريضا على العنف".

بينما قالت منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، عبر منصة "إكس" الاثنين، إن سبب الاعتقال يعود "لبيعهما كتبا باللغة العربية، في وقت تواصل إسرائيل حربها على الشعب الفلسطيني بأسره، ومن بينها ملاحقة واعتقال المثقفين".
وأصدرت قاضية محكمة الصلح بالقدس مذكرة تفتيش بناء على طلب الشرطة، لكن الأخيرة لم تجد أي دليل على التحريض، فوجّهت لصاحبي المكتبة تهمة أخرى، وهي "الإخلال بالنظام".
"اللي بحاول يسكّت الثقافة والعلم بثبت فعليا قديش هو جاهل"..
المقدسي مُراد منى يُعلق على اقتحام المكتبة العلمية ومصادرة بعض كتبها، ومن بينها دفتر تلوين للأطفال.#القدس_البوصلة pic.twitter.com/2ShBtJ4Awq
وافتتحت المكتبة العلمية في شارع صلاح الدين في القدس المحتلة قبل 38 عاما، لتصبح إحدى أهم المكتبات في فلسطين، وفي القدس على وجه الخصوص، حيث تعتبر مقصدا للدبلوماسيين والصحفيين والباحثين والطلاب.
وفازت المكتبة العلمية بجائزة أفضل مكتبة لعام 2011 على مستوى فلسطين، وثالث أفضل مكتبة على صعيد الشرق الأوسط من قبل مؤسسة “لونلي بلانيت” و”بي بي سي” في لندن.
أدانت القنصلية الفرنسية في القدس، الثلاثاء، مداهمة شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمكتبة العلمية في شارع صلاح الدين بالمدينة، وتسليم قرار بإغلاقها واعتقال مديريها أحمد ومحمود منى.
واعتبرت القنصلية الفرنسية على منصة إكس، أن “هذه الهجمات على مكتبة ومؤسسة ثقافية مرموقة في القدس تشكل انتهاكا صارخا لحرية التعبير والقيم الديمقراطية الأساسية”.
سخط إزاء مداهمة الشرطة الإسرائيلية الليلة الماضية لمكتبة “Educational Bookshop” في القدس الشرقية واعتقال مديريها أحمد ومحمود منى. تشكل هذه الهجمات على مكتبة ومؤسسة ثقافية مرموقة في القدس انتهاكا صارخا لحرية التعبير والقيم الديمقراطية الأساسية. كانت @FranceJerusalem حاضرة في… pic.twitter.com/BMpXc99R0S
— France à Jérusalem 🇫🇷 🇪🇺 (@FranceJerusalem) February 10, 2025
وكانت قوات الاحتلال، قد أغلقت قبل أسبوع “مكتبة القدس” في سوق خان الزيت في البلدة القديمة من القدس المحتلة، واعتقلت مالكها هشام العكرماوي، بالحجة نفسها وهي بيع كتب تصفها بأنها “تحريضية”.
من جانبه استنكر وزير الثقافة الفلسطيني عماد حمدان، قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقال أصحاب المكتبة العلمية في القدس، التي “تُعدّ صرحًا ثقافيًّا وتاريخيًّا هامًّا يخدم المثقفين وأبناء المدينة”.
وقال إن الاعتداء السافر على المكتبة العلمية، واقتحام فروعها والاستيلاء على الكتب التي تحمل العلم الفلسطيني، أو تلك التي تُصنّف على أنها “مواد تحريضية”، يمثل انتهاكًا صارخًا للحقوق الثقافية، واعتداءً على حرية الفكر والتعبير.
واعتبر أن ذلك “استمرار لسياسة التضييق الممنهجة على المؤسسات الثقافية الفلسطينية في القدس المحتلة”، مؤكدًا أن هذه الممارسات الاحتلالية تهدف إلى “طمس الهوية الوطنية الفلسطينية، وإسكات الصوت الثقافي المقدسي، في محاولة لتشويه الوعي الوطني وفرض رواية الاحتلال”.
وقال السفير الألماني شتيفن زايبرت على منصة التواصل الاجتماعي إكس “أنا، مثل كثير من الدبلوماسيين، أستمتع بالبحث عن الكتب في المكتبة العلمية، وأعرف أن أصحابها، عائلة منى، من الفلسطينيين المقدسيين المحبين للسلام”.
وقالت منظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان في بيان “محاولة سحق الشعب الفلسطيني تشمل التضييق على المثقفين واعتقالهم”.

