ذكرت صحيفة iPaper البريطانية أن حركة حماس تمكنت من تعزيز وجودها في غزة رغم حرب الإبادة الجماعية التي استمرت 15 شهرًا، مؤكدة أن الحركة ما زالت القوة المهيمنة في القطاع.
وأشارت الصحيفة اليوم الثلاثاء إلى أن حماس أظهرت قدرات عسكرية وحوكمية بعد وقف إطلاق النار، حيث أعادت نشر قوات الشرطة في شوارع غزة ونظمت عملية تسليم أسيرات "إسرائيليات" إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مما يؤكد قدرتها على الاستمرار رغم الوعود الإسرائيلية بتدميرها.
ونقلت الصحيفة عن هيو لوفات، المحلل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قوله: "على الرغم من الخسائر الكبيرة والعواقب الكارثية التي خلفتها الحرب على غزة، تخرج حماس من الصراع بإحساس بالانتصار وقوة داخلية، مدعومة بإطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين من السجون "الإسرائيلية". هذه القوة تمنح الحركة حق النقض على مستقبل غزة."
وأضافت الصحيفة أن حماس قد تطرح فكرة تقاسم السلطة في غزة من خلال تشكيل حكومة تكنوقراطية تضم ممثلين من فصائل فلسطينية مختلفة. إلا أن الحركة قد تدفع باتجاه صفقة أكثر صعوبة نظرًا لتراجع شعبية السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، التي تُعتبر الذراع الأمني للاحتلال الإسرائيلي، وفقًا للدكتور عزام التميمي، المؤرخ الفلسطيني البريطاني ومؤلف كتاب "حماس: فصول غير مكتوبة".
واستندت الصحيفة إلى استطلاع حديث أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، أظهر أن 37% من الفلسطينيين في الضفة الغربية يدعمون حماس، بينما تدعم فقط 18% حركة فتح.
وأكدت الصحيفة أن حماس، رغم فقدانها آلاف المقاتلين وكثير من قياداتها العليا خلال الحرب، تمكنت من تعويض خسائرها عبر تجنيد مقاتلين جدد. واستندت إلى تصريحات أنطوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي السابق، الذي قال قبل أيام من مغادرته منصبه: "لقد تمكنت حماس من تجديد قوتها رغم الأضرار الجسيمة."
ومن جانبه، قال الدكتور التميمي: "تحدي حماس لـ(إسرائيل) سيكسبها المزيد من التعاطف في المنطقة العربية والإسلامية."
ونقلت الصحيفة البريطانية عن الجنرال "الإسرائيلي" السابق يعقوب عميدرور قوله إن (إسرائيل) ألحقت أضرارًا بحماس، لكنها ستتعافى بسرعة إذا لم تستأنف الحرب.
بدوره، أعرب أليستير بيرت، وزير الشرق الأوسط البريطاني السابق، عن عدم دهشته من صمود حماس، قائلًا: "جميع الفلسطينيين سيخبرونك أن حماس جزء من الهيكل السياسي الفلسطيني ولن تختفي. لقد نجت في غزة والضفة الغربية، ولن تتخلى عن السلطة إلا كجزء من صفقة سياسية."
وأضاف بيرت أن أهداف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بداية الصراع كانت غير قابلة للتحقيق، كما تم إخباره سابقًا.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن حماس أكدت مرارًا أن مقاتليها اليوم هم أيتام حرب 2014، في إشارة إلى قدرتها على تجديد قوتها رغم الخسائر.

