فلسطين أون لاين

الفلسطينيون لا يتوقفون عن ارتياد المسجد الإبراهيمي

...
الخليل - خاص "فلسطين"

لا يتوقف الفلسطينيون عن ارتياد المسجد الإبراهيمي في شهر رمضان المبارك من مدينة الخليل جنوب الضّفة الغربية، بل يمتد الحضور الكبير الذي يبرز في هذا الشهر إلى المواطنين الفلسطينيين من مختلف المحافظات الفلسطينية، إضافة إلى مواطنين حاضرين من عدد من القرى والبلدات العربية الفلسطينية في الداخل الفلسطيني المحتلّ عام 48.

هذه التشكيلة من الحاضرين، كانت تتجلى في أيام الجمعة في رمضان حيث يكسرون الإجراءات الأمنية والحواجز العديدة والكبيرة المنتشرة في محيط المنطقة، ويقتحمون المسجد الإبراهيمي، ويؤدّون الصلاة داخله على أعين المستوطنين الذين يرقبون من الجزء المحتلّ من المسجد الفلسطينيين وهم يؤدّون الصّلوات، وسط حالة من الغضب، التي يجري تفسيرها بين فينة وأخرى بمحاولة التعدّي على الفلسطينيين.

يقول أحد المواطنين لـ"فلسطين": " جئت من محافظة جنين أقصى شمال الضّفة الغربية لأصلي في المسجد الإبراهيمي"، لافتا إلى أنّه يأتي هنا لممارسة حقّ ديني، وليوصل رسالة تضامن مع هذا المسجد المحاط بالإجراءات العسكرية والتعدّيات والانتهاكات ومحاولات العزل لأجل تحويله كاملا إلى كنيس يهودي.

أمّا مواطن آخر يدخل إلى البوابة الحديدية المؤدّية إلى المسجد، وهو يحمل هويته الزرقاء، التي تشير إلى أنّه مواطن من الداخل الفلسطيني، يقول هذا المواطن لـ"فلسطين" إنّه من مدينة بئر السّبع المحتلة، ويأتي مرارا وتكرارا إلى مدينة الخليل لغرض التسوّق، ويمر لأداء الصلوات في المسجد الإبراهيمي.

ويحاول جنود الاحتلال ممارسة مزيد من التضييق على هذا المواطن، من خلال احتجازه والتضييق على حرّية دخوله إلى هذا المسجد، على أنّه مواطن إسرائيلي، لكنّه يدخل بعد عناء، ويؤدّي صلاة الظهر في هذا المسجد، كاشفا عن تعرّضه المتكرر لهذا النّوع من الاحتجاز والتضييق، لكنّه يصرّ على القدوم إلى هذا المكان، رغم معرفته بأنّ هناك أخطارا حقيقية تهدّد المكان، ويعتبر حضوره كنوع من الدّعم التضامني معه.

النّاشط في مجال مقاومة الاستيطان عارف جابر يقول لـ"فلسطين" إنّه رغم الإجراءات الأمنية الكبيرة في محيط المسجد الإبراهيمي من جانب جيش وشرطة الاحتلال، إلّا أنّ الملاحظ في هذا العام الحجم الكبير من المرتادين لهذا المسجد، والقادمين لأداء الصلوات فيه.

ويشير إلى أنّ الإقبال كان يتصاعد بشكل كبير خلال أيام الجمعة من شهر رمضان، مبينا أنّ الآلاف يتوافدون جماعات وفرادى إلى المسجد لأداء الصلوات، وهو أمر يعلي الآمال لدى سكّان المنطقة ومحيط المسجد، ويدفع بهم للمطالبة بضرورة العمل على استدامة الحراك في المكان، من أجل مجابهة مخططات التوسيع للبؤر الاستيطانية والمناطق العسكرية التي يحاول الاحتلال جعلها أمرا واقعا.

أما مواطن آخر من سكّان الخليل يقول لـ"فلسطين" أتمنى أن يكون هناك وجود كبير مثل هذا الوجود طيلة أيّام العام، لأهميته وفق ما يقول على صعيد حماية المواطنين على الحواجز ومنع الاستفراد بهم من جانب الاحتلال.

ويرى أنّ الوجود أيضا مهم من أجل دعم صمود البلدة القديمة في وجه الاستيطان، وفي إسنادها في ظلّ ظروف التضييق المتواصلة.