فلسطين أون لاين

فصائل المقاومة: جدار الاحتلال حول غزة يبرهن انحساره وانهيار مشروعه

...
صورة أرشيفية
غزة/ أدهم الشريف:

عدت فصائل المقاومة أن الجدار "التحت أرضي" الذي انتهى الاحتلال الإسرائيلي من تشييده مؤخرًا حول قطاع غزة يبرهن انحساره، وانهيار مشروع دولته المزعومة على أساس أنها من النيل إلى الفرات.

وأكدت الفصائل في ندوة سياسية عقدتها حركة الأحرار بمقرها الرئيس في غزة أمس، في ذكرى معركة الفرقان نهاية عام 2008، بعنوان "اكتمال الجدار الصهيوني.. وبدايات الانهيار" أن الجدار "التحت الأرضي" لن يحمي الاحتلال من أدوات المقاومة وقدراتها المتطورة، رغم احتوائه على أدوات تقنية حديثة تمتد على طوله البالغ 65 كيلومترا، عدا عن ارتفاعه فوق الأرض وعمقه تحتها.

ويتضمن الجدار "التحت أرضي" أجهزة استشعار، وسياج "ذكي"، وحاجز بحري يشمل وسائل لكشف التسلل عبر البحر، ونظام سلاح يتم التحكم فيه عن بعد، ومجموعة من الرادارات والكاميرات، وغرف قيادة وتحكم، بحسب ما أعلنت وزارة جيش الاحتلال.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش: إن (إسرائيل) لا تريد احتلال الأرض فحسب، بل فرض السيطرة الكاملة عليها، مشيرًا إلى أن المشروع الصهيوني قائم على أساس أن دولة الاحتلال المزعومة من النيل إلى الفرات، بفرض السيطرة على المناطق الواقعة بين النهرين.

لكن بحلول عام 2005 وما شهده من اندحار الاحتلال من قطاع غزة، بدأت أولى مراحل انطواء "المشروع الصهيوني" الذي كان يتحدث عن (إسرائيل الكبرى)، وبعد ذلك وصل أصحاب هذا المشروع إلى قناعة أنه لم يعد بإمكانهم التوسع أكثر، فبدأ بناء الجدران حولهم وتقوقعهم، بحسب البطش.

وأشار إلى أن طبيعة المستوطن والجندي الإسرائيلي قائمة على أنهم مضطهدون وخائفون دائمًا بسبب ممارساتهم الإرهابية وقتل الآخرين، وأنه ليس بإمكانهم العيش إلا محصنين، لذلك لجأ الاحتلال إلى بناء جدار مع غزة، مع مساعٍ إسرائيلية قوية لبناء جدار على طول الحدود الفاصلة بين فلسطين التاريخية ومصر، وكذلك مع لبنان، في الوقت الذي يقسم فيه جدار الفصل العنصري مدن ومحافظات الضفة الغربية المحتلة.

ولفت إلى عدة عوامل تشكل خطرًا على الاحتلال، منها المقاومة في لبنان، والأوضاع المتغيرة في اليمن، والمقاومة في العراق، وفي سوريا وفلسطين، إذ إنه في كل لحظة ممكن أن يصبح هناك حلف للمقاومة يستطيع أن يدير حربًا ضد المحتل، دون الجيوش العربية.

وأضاف أن الاحتلال تعتريه المخاوف من الدول المحيطة به، ويدفعه ذلك إلى تعزيز قوته العسكرية لتتفوق على جيوش المنطقة، وبناء التحصينات وأبرزها جدران تمتد تحت الأرض وفوقها، والتي لن تحميه من قدرات المقاومة وطائراتها المسيرة وأدواتها المختلفة القادرة على اجتياز أي عوائق.

من جانب آخر، طالب البطش بتشكيل لجنة وطنية لقيادة المقاومة الشعبية المتنامية في الضفة الغربية، والتصدي لمخططات الاحتلال وانتهاكاته المتصاعدة، وتعزيز لجان الحماية الليلية من المستوطنين، وإسنادها بفعاليات ميدانية تنطلق من غزة ومواقف سياسية تؤيدها وتدعمها معنويًّا.

كما طالب بعقد اجتماع الأمناء العامين لإنهاء الانقسام، والتفرغ للاحتلال ووضع حد للعربدة الاستيطانية.

علامة ضعف وتراجع

وأكد الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال أن جدار الاحتلال حول غزة لن يحميه من صواريخ وقذائف المقاومة، ولن يوقف طائراتها المسيرة القادرة على الوصول إلى أهدافها وإلحاق الخسائر بمقدرات جيشه المهزوم، معتبرا بناءه علامة ضعف وهروب وتراجع له، في وقت تتنافس العديد من المحاور لتطوير قدراتها وإمكاناتها لمواجهته.

ولفت أبو هلال في كلمة له خلال الندوة إلى أن اندحار الاحتلال من قطاع غزة شكل بداية جديدة للصراع، خاصة أن الأمر أتاح لأول مرة، تشكيل كيان مقاتل على أرض محتلة، يضم فصائل مقاومة لديها قدرات وإمكانات تستطيع أن تتصدى لعدوان إسرائيلي كبير، كما حصل في عدوان 2008-2009، الذي شاركت فيه أعداد كبيرة من طائرات الاحتلال المقاتلة، وما تلاه من العدوانات.

وأشار إلى أن المقاومة أصبحت المبادرة لضرب الاحتلال، كما حصل في معركة "سيف القدس" في مايو/ أيار الماضي، انتصارًا لمدينة القدس والمسجد الأقصى، معتبرا أنها شكلت فاصلا بين ماضي الشعب الفلسطيني ومستقبله في مواجهة الاحتلال.