أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عن انطلاق فعاليات التدريب المشترك لفصائل المقاومة (الركن الشديد 2)، وقالت إنها ستستمر لعدة أيام في مواقع وميادين التدريب بمشاركة كل الفصائل.
وأشارت إلى أن التدريب المشترك سيشهد العديد من الأنشطة التدريبية والفعاليات العسكرية لتبادل الخبرات بين جميع فصائل المقاومة "ولتحقيق التجانس وتوحيد المفاهيم وسرعة تنفيذ المهام بكفاءة واقتدار "وبينت أن التدريبات ستُختتم بمناورة "الركن الشديد 2" العسكرية المشتركة التي تهدف لرفع الكفاءة والجاهزية القتالية لفصائل المقاومة لمواجهة مختلف التحديات والتهديدات.
وتأتي هذه المناورة لفصائل المقاومة الفلسطينية في ظروف استثنائية يعيشها شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجه، حيث يعيش شعبنا في غزة ظروف الحصار والتجويع وتراجع جهود إعادة الإعمار، بينما تعيش الضفة المحتلة هجمة كبيرة لقطعان المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم وتعيش القدس حالة من التهويد والتغول الاستيطاني وتعيش السجون حالة من الغليان بعد عدوان الاحتلال على الأسيرات وإجراءاته العقابية بحق كافة أسرانا في سجونه الظالمة.
هذه الظروف التي تعيشها الساحة الفلسطينية هي بمثابة وصفات جاهزة لإشعال المنطقة وتفجير الأوضاع بشكل كامل، فالحالة التي نعيشها الآن تشبه إلى حد كبير الظروف التي عشناها قُبيل معركة سيف القدس والتي جاءت كرد على استمرار العدوان على القدس وأهلها، ورسالة المقاومة اليوم من خلال الركن الشديد "2" متعددة ومركزة ونحاول في هذه المقال أن نرصد أبرز رسائل مناورة فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة:
الرسالة الأولى: توجه اليوم فصائل المقاومة رسالة للاحتلال الصهيوني وحكومته المجرمة أن المقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها العسكرية تتابع عن كثب جميع القضايا على الساحة الفلسطينية في الضفة وغزة والقدس، وأن رسالة النار التي أوصلتها المقاومة في سيف القدس يمكن أن تتكرر في حال استمر العدوان ولن تتردد مقاومتنا في الدفاع عن شعبنا وقدسنا وأسرانا وقضايا شعبنا العدالة.
الرسالة الثانية: أتت هذه المناورة في ظل حالة غليان تعيشها السجون الصهيونية وخاصة بعد اعتداء الاحتلال الآثم على الأسيرات في سجونه، وما صرحت به فصائل المقاومة الفلسطينية من أن استمرار الاعتداء على الأسرى والأسيرات سيكون له ما بعده وهو صاعق تفجير قد يقلب الطاولة في أي وقت وهنا تقول المقاومة كلمتها بالرصاص والصاروخ أن استمرار العدوان على الأسرى والأسيرات لا يمكن السكوت عليه وأن العدوان عليهم سيُعجّل من المواجهة مع الاحتلال في كافة الساحات.
الرسالة الثالثة: تؤكد اليوم فصائل المقاومة من خلال غرفتها المشتركة على وحدة الكلمة ووحدة السلاح وأن العمل المقاوم في غزة لا يزال يعمل من خلال شراكة الكلمة والميدان، وأن فصائل المقاومة في قطاع غزة على قلب رجل واحد وهي في مواجهة الاحتلال صفًّا مرصوصًا، وتستعد لكل السيناريوهات المتوقعة في ظل استمرار الصراع مع الاحتلال الذي لا يكف عن عدوانه على شعبنا ومقدساته ولا ينفي رغبته في استئصال شعبنا والسطو على حقوقه المشروعة.
الرسالة الرابعة: رسالة الغرفة المشتركة اليوم من خلال مناورات الركن الشديد 2 أنها لن تسمح بعد اليوم باستمرار الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة ولن تسمح برفض الاحتلال الصهيوني لإعادة إعمار قطاع غزة ، وربط الإعمار بمصير الجنود الأسرى لدى كتائب القسام في قطاع غزة، فالاحتلال الذي ظن بعد سيف القدس أنه أحدث حالة كي وعي لدى المقاومة وأنها قد تفكر عشرات المرات قبل الإقدام على أي عمل عسكري ضد الاحتلال، ترسل اليوم رسائلها النارية له أن مواصلة الحصار وإعاقة عملية الإعمار لن تُكبل أيدينا عن الذهاب لمواجهة عسكرية مفتوحة مع الاحتلال مهما بلغت وعظمت التضحيات
الرسالة الخامسة: تعيش الضفة الغربية حالة متصاعدة من المقاومة الشعبية من جهة والمقاومة المسلحة الفردية والمنظمة من جهة أخرى، شوهد ذلك من خلال عمليات إطلاق النار والدهس والطعن ما جعل الاحتلال يعتبر ذلك موجة جديدة من العمليات قد تمتد لأشهر طويلة، فالمقاومة في غزة ترسل اليوم رسالة الوحدة والإسناد لشعبنا في الضفة الغربية المحتلة، والذي يتعرض هذه الأيام لحملة اعتداءات غير مسبوقة من قطعان المستوطنين في برقة وبيتا ومناطق شمال نابلس المحتلة لتؤكد الغرفة المشتركة بركنها الشديد (2)، أن فلسطين وحدة واحدة ومقاومتها في كل مكان على قلب رجل واحد وأنها لا يمكن أن تسمح للاحتلال بالاستفراد بساحة على حساب ساحة أخرى وغزة كما كانت سندا للقدس ستكون سندا للضفة وأهلها الأبطال.