فلسطين أون لاين

كأفضل فنانة تشكيلية عن الفن السريالي

صورة "حرقة انتظار".. لوحة أوصلت "جاسر" إلى العالمية

...
لوحة الفنانة التشكيلية ميرنا جاسر
رام الله-غزة/ مريم الشوبكي:

نقد سلبي من أحد الفنانين حفز داخلها روح التحدي، ترجمته الفنانة التشكيلية الفلسطينية ميرنا جاسر في لوحة، أسقطت عليها المعارك التي تدور في عقلها لإثبات ذاتها، مع تطلعاتها للعيش في وطن حقيقي بلا احتلال إسرائيلي، وعالم خالٍ من فيروس كورونا.

أحلام وآمال

فـ"جاسر" جسدت "طول الوقت" الذي يحتاج إليه شعبنا للتحرر من الاحتلال بـ"حلزون" يسير في طريق يحفه إعصار وبحر ووادٍ و"كوفية" ترمز لـ"فلسطين"، وشمعة أخذت شكل ورقة بألوان نارية تدل على الأمل، كل ذلك في لوحة فنية سمتها "حرقة انتظار".

وهذه اللوحة التي جسدت أماني وأحلام الفنانة "جاسر" حصلت على جائزة أفضل عمل تشكيلي عربي في العالم عن فئة الفن السريالي لعام 2021م، ولقب أفضل فنانة تشكيلية عربية في العالم عن ذات الفئة، وذلك في بطولة كأس العالم للمبدعين العرب، والتي تنظمها المجموعة العربية العالمية -فرع لندن.

وجاسر (36 عامًا) فنانة تشكيلية هاوية من مدينة بيرزيت بالضفة الغربية المحتلة، درست إدارة الأعمال في جامعة بيرزيت، و"لم تكنْ تعلم أن لوحتها التي رسمتها بالألوان الزيتية للمرة الأولى لتُفرغ بها طاقتها خلال مدة الحجر المنزلي في إثر جائحة كورونا في عام 2020م، ستصل إلى المرتبة الأولى عالميًّا".

تقول جاسر لـ"فلسطين": "بدأتُ محاولاتي الفنية برسم الطبيعة، ولكن في فترة الحجر الصحي بحثت عن الفنون في العالم وجذبني الفن السريالي، لأنه فن خيالي يستخدم العناصر الموجودة في الطبيعة كتعبير عن حلم أو كابوس".

وتضيف: "استلهمتُ اللوحة من تمثال فنان أمريكي موجود على أحد شواطئ فلوريدا الأمريكية، وجدتُ فيه تعبيرًا عن مشاعر وأفكار تدور في ذهني وتعبر عن الواقع الذي أعيشه".

انتقاد تحول لحافز

واللوحة الفائزة كانت نتاج تحدٍّ داخلي في نفس "جاسر" خلقه انتقادٌ وجه لها من أحد الأشخاص المهتمين بالرسم تمثل باعتبار رسوماتها "طفولية"، "لذا تحديتُه وطورت من موهبتي واتجهت نحو فن يظهرُ إبداعاتي أكثر، وأعبر به عن أحلامي بالعيش دون احتلال، وبلا فيروس كورونا".

لتحوز لوحتها "حرقة انتظار" إعجاب أحد المهتمين بالفن السريالي، الذي طلب منها المشاركة في المسابقة، ما جعلها توقن أن الرسالة التي قصدتها في اللوحة وصلت إلى قلب وعقل المهتمين بهذا الفن، على حد تعبيرها.

وتؤكد جاسر أنها ليست فنانة محترفة بل هاوية، تعلمت الفن ذاتيًا، وتفاجأت بالتطور السريع لموهبتها المدفونة منذ عشرين عامًا، "فقد كانت آخر لوحة رسمتها في السادسة عشرة من عمري، فالحياة العلمية أخذتني إلى طريق آخر حيث دراسة إدارة الأعمال في الجامعة".

وحول ما يعنيه لها حمل لقب أفضل فنانة تشكيلية عربية عن الفن السريالي، تقول جاسر: "هذا اللقب يحملني مسؤولية كبيرة لما سأقدمه فيما بعد، وسعادتي لا توصف لأنني استطعتُ إيصال الرسالة بفني، والأهم من ذلك أنني رفعت اسم فلسطين في المحافل الدولية".

وتردف: "قبل أن أبدأ في رسم اللوحة تخيلتها كاملة في عقلي، وتنبأت بأنه سيكون لها شأن في يوم من الأيام، وهو ما تحقق خلال أول مسابقة فنية شاركتُ فيها".

وتتطلع جاسر إلى أن تصبح فنانة تشكيلية معروفة على المستوى العربي، والعالمي، من خلال إنتاج أعمال ولوحات أكثر وتحدث صدى واسعًا.

يُشار إلى أن بطولة كأس العالم للمبدعين العرب تنظمها المجموعة العربية منذ عام 2010م، وهي شركة مقرها لندن منظمة للجوائز الإبداعية للعرب حول العالم، وتعقد كل عام مسابقتيْ " أفضل العرب"، و"أفضل الشركات العربية" في العالم.

جاسر 2.jpg