فلسطين أون لاين

تقرير "بُرقة".. الأهالي يتصدون لاعتداءات المستوطنين وسط حصار مطبق

...
نابلس-غزة/ نور الدين صالح:

حصار مُطبق يعانيه أهالي قرية بُرقة الواقعة شمال غرب مدينة نابلس بعدما أغلقت قوات الاحتلال جميع مداخلها الرئيسة بالسواتر الرملية، وفرضت إجراءات مشددة.

وفي 16 من الشهر الجاري، نفذ مقاومون عملية فدائية قرب مستوطنة "حومش" قتل فيها مستوطن وأصيب اثنان آخران.

ويتعرض أهالي القرية لاعتداءات من المستوطنين بحماية ومشاركة من جيش الاحتلال، ما جعلهم يتصدون للاعتداءات بصدورهم العارية، بكل الوسائل المتاحة لديهم.

واقتحم القرية آلاف المستوطنين، الخميس، بحماية جيش الاحتلال قرب مستوطنة "حومش"؛ بذريعة تأبين لقتيل عملية إطلاق النار، وبالتزامن مع ذلك هاجم مستوطنون منازل للمواطنين وأراض زراعية.

ويفيد رئيس مجلس قروي بُرقة جهاد صلاح، بأن القرية تشهد حصاراً منذ ساعات فجر أول من أمس.

ويوضح صلاح خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، أن جرافات الاحتلال أغلقت جميع مداخل القرية الرئيسة بالسواتر الرملية، وهو ما رفضه الأهالي، وأدى لاندلاع مواجهات مع جيش الاحتلال.

ويبيّن أن الشبان ينتشرون في جميع أرجاء القرية خشية تنفيذ أي هجوم من المستوطنين على منازل أخرى، خاصة في ساعات المساء، منبّهاً إلى أن المواطنين "يمتلكون الحجر والوسائل البدائية في مواجهة ترسانة الاحتلال".

وبحسب صلاح فإن المستوطنين يريدون "الضغط" على حكومة الاحتلال لإعادة بناء مستوطنة "حومش" من جديد، مشيراً إلى أن الاعتداءات التي تتعرض لها القرية ليست الأولى، "فهي في صراع مع الاحتلال منذ سنوات طويلة".

وتبلغ مساحة القرية 18500 دونم، يسكنها 4500 نسمة، حسب ما يذكر صلاح.

ويذكر الناشط في المقاومة الشعبية بالقرية سامي دغلس، أن الاحتلال يفرض حصاراً كاملاً على القرية، إضافة إلى مجموعة من القرى المجاورة لها، وهي سبسطية ودير شرف والناقورة وسيلة الظهر شمال غرب نابلس.

ويبيّن دغلس خلال حديثه مع "فلسطين"، أن آلاف المستوطنين نظموا المسيرة بهدف العودة لمستوطنة "حومش" المخلاة منذ عام 2005، علماً أنهم لم يغادروها بالمطلق منذ الإخلاء على الرغم من وجود قرار من محكمة الاحتلال العليا.

ويوضح أن المستوطنين يمنعون أهالي القرية من الوصول لمنطقة المستوطنة، بل حوّلوها إلى منطقة عسكرية بحماية جيش الاحتلال، مشيراً إلى أن الأهالي في حالة استنفار بمشاركة كل القوى الوطنية، خوفا من ارتكاب أي جريمة، كجريمة حرق عائلة دوابشة عام 2015.

ويلفت دغلس إلى أن شباب القرية يحرسونها بشكل متواصل، إذ وضعوا بعض السواتر الرملية، وعندما يقترب مستوطنون يصدحون بالتكبيرات، وقد تعرضوا لمئات قنابل الغاز في غضون 3 ساعات فقط.

وتحظى "بُرقة" بتاريخ نضالي امتد منذ عام 1929م، إبان الاحتلال البريطاني، حينما ارتقى فيها أول شهيد، وقدمت في الانتفاضة الأولى عام 1987، سبعة شهداء، إذ بلغ عدد شهدائها 58 شهيداً وآلاف الجرحى، منذ بداية الصراع قبل أكثر من سبعين عاما، من أجل مسيرة الحرية والدفاع عن الوطن، في حين يقبع 44 أسيراً من القرية في سجون الاحتلال حتى الآن، منهم أصحاب أحكام عالية، حسب دغلس.