الإجابة عن العنوان أعلاه بإجماع فلسطيني وعربي شعبي، أنها تحولت إلى جهاز أمني واستخباراتي يتبع تماما الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وبات "الشاباك" وجيش الاحتلال وشرطته يعتمدون على السلطة بالكامل في مطاردة المقاومين وتسليمهم إلى الاحتلال الذي يمارس ضدهم أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي ويقمعهم ويلقي بهم في الزنازين الانفرادية دون أي حقوق بعد تجريدهم من قيمتهم كبشر.
وما الدور الذي تلعبه في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني!
الإجابة، دور سلبي تماما ومعرقل لأية جهود سياسية أو عسكرية من شأنها أن تساعد على تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني وهو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين.
وبدلا من أن تساهم حتى ولو بالقليل في المجهود الوطني، تقوم بالكشف عن أية محاولة للمقاومة وتسليم النشطاء للاحتلال وحتى قتلهم لتوفير ثمن الرصاص على العدو.
الاحتلال يقيم الدنيا ولا يقعدها على مستوطن قتل أو أصيب بحجر، بينما تتسامح السلطة عن دماء مئات الفلسطينيين الذي يرتقون برصاص الاحتلال في ساحة الإعدام الميداني التي لا تنتهي.
وبدلًا من أن تقوم أجهزتها بحماية الشعب الفلسطيني من جرائم الشرطة والجيش الإسرائيلي، ومن زعران المستوطنين الذي حولوا حياة الفلسطينيين في القرى وأطراف المدن إلى جحيم، وبدلا من أن تطلق الرصاص على هؤلاء الذين يعرضون حياة الفلسطينيين للموت من مسافة الصفر تقوم أجهزتها النشطاء الفلسطينيين.
سادت حالة من الغضب الشعبي والفصائلي الفلسطيني، بسبب تواصل اعتقالات وانتهاكات الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، لا سيما بعد وفاة ناشط على إثرها.
وآخرهم الشاب الفلسطيني أمير عيسى اللداوي الذي استشهد مساء الثلاثاء متأثرا بإصابته عقب ملاحقة أجهزة أمن السلطة لمركبة كان يستقلها مع مجموعة من النشطاء الفلسطينيين ما تسبب في انقلابها، خلال موكب استقبال الشيخ الأسير المحرر شاكر عمارة، عقب إطلاق سراحه من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وتواصل أجهزة السلطة نهج الاعتقالات على في مختلف مناطق السلطة الفلسطينية. وأكدت مصادر فلسطينية، أن عناصر من جهاز مخابرات السلطة في محافظة طوباس، اختطفت قبل أيام الشاب يوسف أنيس أبو محسن (23 عاما)، وهو طالب في كلية الهندسة بجامعة بيرزيت.
وهو مضرب عن الأكل والكلام منذ لحظة الاعتقال، وهو على أبواب التخرج بعد تأخره في الدراسة بسبب الاعتقالات المتكررة عند الاحتلال والسلطة.
السلطة الفلسطينية في رام الله تحولت إلى جلاد إضافي، وقاتل مشارك، وإلى احتلال جديد لفلسطيني، بعد أن خرجت من المنظومة الوطنية الفلسطينية ودخلت بإرادتها في منظومة الاحتلال بجميع تفاصيلها.