كشف مصدر مصري مطلع لصحيفة عربية أن (إسرائيل) نقلت رسالة شديدة الوضوح، عبر الوفد المصري، لحركتي حماس والجهاد، بأن مسؤولي الحركتين في الضفة سيكونون هدفًا لها، في حال استمرت العمليات المسلحة في الضفة الغربية والقدس، ضد الجنود والمستوطنين"، وقد تم تسمية السيد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس كأحد المهددين بالاغتيال.
عند الحديث عن موضوع اغتيال دولة الاحتلال لقادة المقاومة العسكريين والسياسيين نتذكر أن تل أبيب تم قصفها أول مرة بعد اغتيال القائد أحمد الجعبري مهندس صفقة الأحرار عام 2012، وقبل عام وبعد أن وضعت معركة سيف القدس أوزارها بساعات قليلة خرج قائد حماس في غزة يحيى السنوار يمشي في شوارع غزة بشكل مكشوف وفي بث مباشر مع ثلة من القادة في تحدٍ غير مسبوق للعدو الإسرائيلي، وهذا يعني أن المقاومة تعرف تماما ان العدو الاسرائيلي لم يعد قادر على دفع ثمن اغتيال القادة أو ارتكاب جرائم بحجمها أو حتى أقل منها بكثير، فالمقاومة وبعد خوض 4 حروب متتالية استطاعت أن تقلص بنك الأهداف لدى جيش الاحتلال الى حد كبير. فيما مضى اغتالت "إسرائيل" قيادات كبيرة جدا من حماس وفتح وباقي فصائل المقاومة دون تهديد او وعيد او استئذان لأنها كانت قادرة على استيعاب ردة فعل المقاومة المحدودة والمتواضعة آنذاك، أما الآن فالأمر مختلف كليًا.
السؤال المنطقي هنا؛ لماذا تهدد (إسرائيل) باغتيال قادة حماس وهي على يقين بأنها غير قادرة تحمل تبعات الأقدام على مثل هذه المغامرة سواء من الناحية العسكرية أو السياسية أو الأمنية؟ قبل الاجابة على هذا السؤال لا بد من إدراك أن عدم إقدامها على تلك الخطوة غير مضمون مئة بالمئة لأن القادة السياسيين في الكيان الاسرائيلي يرتكبون الحماقات ثم يكتشفونها متأخرًا وذلك بسبب بقايا غطرستهم وتقديم مصالحهم الخاصة على أمن كيانهم غير الشرعي ومن فيه من مغتصبين.
اعتقد أن تهديدات العدو باغتيال القادة من حماس وغيرها هو للضغط باتجاه فرض تهدئة شاملة في غزة والضفة بشكل عاجل مع تقديم تنازلات من جانب المقاومة لأن الأوضاع في الضفة الغربية تنذر بالانفجار، هم يريدون من الجانب المصري وأطراف عربية وإسلامية التدخل لمنع كرة الثلج من التدحرج في الضفة خاصة أن الجيش لا يستطيع استخدام القوة والبطش بالشعب الفلسطيني كما في السابق دون تدخُّل المقاومة في قطاع غزة، فهو يعلم أن انتفاضة جديدة في الضفة الغربية تعني الحرب دون أي شك، في دولة الاحتلال بين نارين الآن هل تستمر في ارتكاب الجرائم والبطش بالمقاومين في الضفة وتستعد لحرب جديدة أم تتعامل بخشونة أقل وتفقد السيطرة في الضفة الغربية. أعتقد أن تسليمها بالواقع الجديد والتعاطي مع الفلسطينيين من خلال حلول سياسية مرحلية تقبل بها جميع الفصائل الفلسطينية هو أقرب الطرق من أجل تحقيق الهدوء.