فلسطين أون لاين

تقرير موجة تعيينات جديدة تثير غضب الرأي العام تجاه السلطة

...
صورة أرشيفية
غزة/ يحيى اليعقوبي:

تثير طريقة تكليف أمين سر حركة فتح سابقًا في طولكرم مؤيد شعبان رئيسًا لهيئة مقاومة الجدار الاستيطان خلفًا لوليد عساف علامات استفهام وتساؤلات مختلفة، في حين تستمر السلطة بمنحها أبناء مسؤوليها من "عظام الرقبة" المناصب العليا في السفارات الفلسطينية.

وعمل رئيس السلطة محمود عباس على تعيين أبناء المسؤولين في حركة فتح بمناصب عليا، فعين قائد الشرطة برام الله السابق حازم عطا الله سفيرًا في بلغاريا، وليث عرفة سفيرا في ألمانيا، ورويد أبو عمشة سفيرًا في جيبوتي، وعبد الله أبو شاويش سفيراً في نيجيريا، وحسني عبد الواحد سفيراً في إسبانيا، ورولا ابنة القيادي في حركة فتح جمال محيسن سفيرةً في السويد، أما ابنه معتصم محيسن فعين مديراً لمديرية صحة رام الله والبيرة.

وفي يونيو/ حزيران 2020، حدثت موجة أخرى من التعيينات، ووفق وثيقة صادرة عن مكتب وزيرة الصحة، فقد تمت ترقية وائل الشيخ ليصبح وكيلًا لوزارة الصحة، وهو ابن شقيق وزير التنسيق وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ.

أهواء شخصية

الناشط السياسي العضو بقائمة "طفح الكيل" زياد عمرو، يرى أن التعيينات تتم بناء على أهواء شخصية لا على دراسات ومعايير محددة، وليس بهدف تمثيل فلسطين بقدر القيام بمهمات ضمن أجهزة أمنية.

ويعتقد عمرو في حديثه مع صحيفة "فلسطين"، أن الفساد طال كل مؤسسات السلطة، ويأتي في ظل خلافات حادة بين كوادر فتح على عدة مستويات وفوضى كشفت عنها الانتخابات المحلية الأخيرة التي شهدت نزول فتح بأكثر من قائمة في قرى صغيرة، وتغول لبعض القيادات والزعامات من أصحاب النفوذ ما ينعكس سلبيا على القضية الفلسطينية.

ويقرأ الناشط السياسي في "الحراك الفلسطيني الموحد" خالد دويكات، التعيينات في سياق الاستهزاء بالشعب وعدم المحاسبة والمساءلة، تهدف للسيطرة على كل مفاصل الحياة تحت ما تسمى الدولة، ولإقصاء أي طرف معارض للسلطة ورئيسها محمود عباس خارج فلسطين.

يقول دويكات لصحيفة "فلسطين"، إن كل الجاليات الفلسطينية تشكو من أن مقرات السفارات أصبحت مقرات تبادل تجاري لمصلحة المسؤولين، ومقرات أمنية تقمع أي معارض سياسي.

ويعتقد أن دور السفارات بعيد عن تعزيز الرواية الفلسطينية للعالم أو أصبحت تنفذ أجندة إسرائيلية، مدللا على ذلك أن الخارجية الفلسطينية فشلت في شرق آسيا في ظل تغلغل الاحتلال الإسرائيلي فيها، وتغلغله في دول جنوب إفريقيا، حيث يقوم الاحتلال على تعزيز علاقاته معها مستغلا الفراغ الفلسطيني.

علامات استفهام!

ومهد عساف لقرار إنهاء ولايته، رابطا الأمر بتعرضه لتهديد من الاحتلال الإسرائيلي بعد أن احتجزه الاحتلال الجمعة الماضية عند حاجز عسكري وهو في طريقه للمشاركة في فعالية لمقاومة الاستيطان بشمال الضفة الغربية لعدة دقائق.

وقال عساف، وهو بدرجة وزير -في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط- إنه تلقى رسالة مبطنة بالتهديد من الاحتلال في حال الاستمرار بالمشاركة في فعاليات المقاومة.

المفارقة هنا أن عساف أصيب في 30 آب/ أغسطس 2018، برصاصة مطاطية بالأذن، خلال اعتداءات الاحتلال على المواطنين في بلدة رأس كركر غرب رام الله، لكنه لم يترك منصبه.