تصريح الفصائل الفلسطينية المقاومة في قطاع غزة أنها لن تصبر على استمرار الحصار على أهلنا في القطاع حتى لو أدى ذلك إلى فتح مواجهة جديدة مع الاحتلال، بالتأكيد يعبّر عن شعبنا المجاهد الذي يدعو إلى كسر الحصار وإنهاء المعاناة اليومية التي وصلت الطعام والدواء الذي أضحى عزيزًا بفعل الاحتلال الإجرامي بحق أهلنا في قطاع غزة بسبب تمسكهم بحقوقهم وعلى رأسها احتضان المقاومة التي باتت أمل الأمة في الدفاع عن شعبنا واستعادة حقوقنا من بين أنياب المحتل.
فالصبر لدى شعبنا بدأ ينفد ولم يعد هناك إمكانية لمزيد من التسويف والمماطلة في استمرار الحصار الذي أضر بكل إنسان.
فهناك الآلاف من البيوت المستورة التي تنام من غير عشاء ولا تجد المال لسد رمق أطفالها المحرومين، عدا عن الكثيرين الذين لا يملكون ثمن الدواء لمعالجة أبنائهم وزوجاتهم، ومن ناحية أخرى وجدت آباء يتحسرون على أبنائهم الناجحين في الثانوية العامة ولا يملكون رسوم الجامعات ليلتحقوا بها.
هذا المشهد الذي أوصلنا إليه الاحتلال الصهيوني بفعل الحصار الظالم على مدار سنوات طويلة لم يعد مقبولاً لدى أبناء شعبنا وفصائله، لذا كان خروج فصائل المقاومة بهذا التصريح عبارة عن رسالة واضحة أن صبر شعبنا نفد وسيوجه غضبه إلى العدو الصهيوني المسئول الأول عن هذا الحصار.
فلسان حالنا يقول لن نصمت أكثر، ولن نعاني وحدنا بعد ذلك والانفجار القادم سيتحول إلى كتلة من اللهب ستصل العدو وتجعله يذوق بعضاً مما يتجرعه أهلنا ليل نهار.
كما إن المقاومة استطاعت من خلال معركة سيف القدس أن تفرض معادلة جديدة أولها أن شعبنا الفلسطيني يد واحدة فاذا ما تم الاعتداء على أي بقعة منه ستنتصر له باقي المدن وليس أدل على ذلك من انتصار غزة لمدينة القدس والمسجد الأقصى، وانتصار أهلنا في أراضي 48 المحتلة للقدس وغزة.
عدا عن استطاعة المقاومة الوصول إلى أي مكان داخل الكيان المحتل، بل واصابته بالشلل التام كما حدث في معركة سيف القدس حيث وصلت صواريخ المقاومة إلى المطارات والمواقع العسكرية ومحطة الغاز في عرض البحر مما أصاب العدو بالصدمة والذهول من قدرات المقاومة المتقدمة.
من هنا نؤكد أنه لم يعد هناك مزيد من الوقت للتسويف والمماطلة في رفع الحصار عن قطاع غزة ووقف الاعتداءات على المسجد الأقصى وطرد أهلنا من بيوتهم في مدينة القدس، لأن الانفجار إذا ما حدث لن تنفع معه جميع الوساطات بعد ذلك.