يبدو أن اتفاق (أبراهام) للتطبيع الإسرائيلي مع البلاد العربية على علاقة ما مع فكرة نشر الدين الإبراهيمي، التي تقف خلفها الصهيونية والماسونية. أي يبدو أن ثمة وجها دينيا للتطبيع السياسي والاقتصادي والأمني الذي تعقده (إسرائيل) مع الدول العربية.
فكرة الدين الإبراهيمي هذه فكرة تختلط بالشرك، وبما يفسد التوحيد، حيث يزعم دعاة هذه الفكرة أن دين إبراهيم دين شامل يجمع (الإسلام، والمسيحية، واليهودية). فقد اجتمعت تسع عشرة دولة إسلامية، إضافة إلى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورابطة علماء المسلمين، ورابطة المغرب العربي في مؤتمر دولي لدراسة هذه الديانة المخترعة، وما يرتبط بها من مخططات، وقد صدر عن الاجتماع بيان يقول:
١- إن أولى الناس بإبراهيم عليه السلام هم أهل الإسلام والإيمان، قال سبحانه: "إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين".
٢- إن علماء المسلمين مع التعاون الإنساني والتعايش القائم على الحرية والعدل، وعدم ازدراء الأديان أو الأنبياء، ومع الحوار الإنساني لبناء المجتمعات، ولكنهم يقفون متحدين ضد تحريف الإسلام وتشويه الأنبياء عليهم السلام.
٣- إن أساس فكرة الدين الإبراهيمي يقوم على المشترك بين عقيدة الإسلام وغيره من العقائد، وهي فكرة باطلة، إذ الإسلام إنما يقوم على التوحيد والوحدانية وإفراد الله بالعبادة في حين الشرائع المحرفة قد دخلها الشرك وخالطتها الوثنية، والتوحيد والشرك ضدان لا يجتمعان، والزعم بأن إبراهيم عليه السلام على دين جامع للإسلام واليهودية والنصرانية زعم باطل ومعتقد فاسد.
٤- إن السعي لدعم اتفاقات (أبراهام) للتطبيع والتركيع عبر تسويق لدين جديد يؤازر التطبيع السياسي هو أمر مرفوض شكلا موضوعا.
٥- إن طاعة أعداء الملة والدين في أمر الدين المبتدع والقبول به والدعوة إليه خروج من ملة الإسلام الخاتم الناسخ لكل شريعة سبقته، ولن يفلح قوم دخلوا في هذا الكفر الصريح. قال سبحانه: "يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين".
هذا وللبيان تكملة طويلة وما نقلناه منه يكفي لبيان المراد، حفظنا الله وأبناءنا من هذه الكفريات المختلطة، وحفظ الله الإسلام دينا مهيمنا للعالمين.