أظهر فيديو متداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي غضَب عنصر الأمن التابع لسلطة التنسيق الأمني الذي جاء لاعتقال أحد المواطنين في الخليل الليلة الماضية عندما نعته طفل صغير بأنه يهودي، قبل أن يفقد أعصابه عندما ناداه أحد أفراد العائلة بـ (good boy)، وكاد أن يكسر هاتفه الذي كان يصور به الحادثة، وهي كلمة يقولها صاحب الكلب لكلبه المدرَّب حين ينجح في اختبار الصيد ويأتي بفريسته.
هذا المشهد واحد من المشاهد التي تتكرر في الفترة الأخيرة كل ليلة في مناطق الضفة الغربية المحتلة، خاصة بعد معركة سيف القدس، ففي النهار يستبيح جيش الاحتلال مدن وقرى الضفة، ويعيث المستوطنون خرابا في مزارع وبيوت المواطنين دون حسيب أو رقيب، ثم في الليل تتوزع المهام بين قوات الاحتلال وكلابها المسعورة -الأجهزة الأمنية الفلسطينية- وهكذا دواليك.
يحاول كلاب الأثر الذين سلّموا لجامهم لأسيادهم المحتلين أن يطبقوا الخناق على أهل الضفة المحتلة وأن يقمعوا أي حالة مقاومة أو حتى رافضة لسياسة السلطة، أما إذا تعلّق الأمر باعتداءات المستوطنين على ممتلكات الفلسطينيين في وضح النهار تكون الأجهزة الأمنية وعناصرها في سبات عميق وكأن الأمر لا يعنيها، فهي لا تتدخل إلا إذا كان وضع المستوطنين في خطر، فتسارع الخطى لإنقاذه وتشكيل درع حماية له حتى يخرج إلى مستوطنته بسلام.
وتجدهم كذلك يغذون الصراعات العائلية ويمدونهم بالسلاح ويختلقون المشكلات في المناطق التي لا يستطيعون السيطرة عليها والتي يشعرون أنها قد تكون أرضية خصبة للمقاومة، فإذا بحثت خلف مشكلة طعن الطالب في الجامعة الأمريكية بجنين وخلف المشكلات التي لا تهدأ في الخليل ستجد أن هناك يدًا خفية تغذيها أجهزة السلطة الأمنية بأمر من الاحتلال.
ليس ذلك فحسب، فتجدهم كذلك ينغصون على أبناء الشعب الفلسطيني كل أفراحهم، فيلاحقون مواكب استقبال المحررين ويلاحقون الرايات الخضراء إلى جانب رايات الفصائل المناهضة والمخالفة في الرأي، وهناك في مخيم البرج الشمالي جنوب لبنان حيث يوجد الفلسطينيون، فقد أطلق أفراد يتبعون لأمن فتح النار على مسيرة تشييع، فقتلوا 3 شبان وأصابوا آخرين في جريمة مروعة جاءت بعد الالتفاف الكبير حول قيادة المقاومة في زيارة هنية الأخيرة.
هذه الجرائم المتلاحقة والمتسارعة في الآونة الأخيرة التي ترتكبها سلطة التنسيق الأمني ناتجة عن كمية الرعب والخوف التي يعيشونها من قوة المقاومة المتصاعدة في غزة، وكذلك في الضفة المحتلة، فهم يعلمون جيدًا أن الضفة فيها مخزون كبير قد يشكل خطرا وجوديا عليها وعلى الاحتلال.
وما دامت تلك الجرائم متواصلة فإن التعبئة الجماهيرية ونزعة المقاومة ستكبر أكثر فأكثر في صدور الشباب الفلسطيني المتحمس، وسيثورون على المحتل وكلابه، ولن تسود حالة الخنوع في الضفة المحتلة، وهذا ما أثبته أبطال عملية مستوطنة حومش الذين امتشقوا سلاحهم وأمطروا سيارة للمستوطنين بين نابلس وجنين في كمين محكم ليؤكدوا للجميع أن الفلسطيني لن يردعه إرهاب ولن يخيفه تهديد واعتقال وسيواصل مقاومته كلما سمحت له الظروف وحيثما كان حتى تتحضر كل المناطق لثورة عارمة تزلزل المحتل وأعوانه.
لذلك ستبقى دعوتنا مستمرة لأبطال الضفة الغربية المحتلة بأن ثوروا على المحتل، واتحدوا والفظوا كلاب الأثر لفظة رجل واحد، في إطار التجهيز لمرحلة التحرير الكبرى، خاصة في ظل اشتداد ساعد المقاومة في غزة التي أطلقت مناورات درع القدس وأرسلت من خلالها رسائل عدة لكل الأطراف ومنها لأهل الضفة بأن مقاومة غزة ستكون درعا لكم كما هي درع للقدس، فانطلقوا وأعدوا ولا تخشوا أحدا.